نون والقلم

فريهان طايع تكتب: الإثراء غير المشروع 

أن تجني المال بصعوبة وتشقى كل يوم في سبيل جمع هذه الأموال ثم تضعها في البنك لتضمن عدم سرقتها، ثم يسيطر البنك على هذه الأموال ويحرمك من التصرف في أموالك ويتسبب في إفلاسك وهدم بيتك وتشريدك وضياع حاضرك ومستقبلك، أمر في غاية الغرابة لكنه حدث منذ سنوات في لبنان حيث احتجزت أموال الناس وتم السطو عليها واختلاسها، والناس في وضعية يرثى لها كيف لا وشقاء عمرهم قد ضاع هباء. 

حيث عانى القطاع المصرفي في لبنان من أزمة خانقة منذ عام 2019، أدت إلى تجميد الودائع، وانهيار قيمة الليرة اللبنانية، وتراجع الثقة بالمؤسسات البنكية وهل يتخيل العقل أن 120 مليار دولار من قيمة الودائع قد تبخروا. 

وهل يصدق المنطق أن شخص ليس بإمكانه التصرف في أمواله الخاصة التي أودعها هو بنفسه في المصرف كي يضمنها عند احتياجه إليها.  

ماذا لو احتاج ذلك الشخص إلى عملية جراحية خطيرة وتحتاج إلى تكاليف عالية، من سيقرضه في هذه الحالة والناس كلهم قد تم الاحتيال عليهم بنفس الطريقة.  

ليكون مصير الكثيرين هو الاعدام، فكم من شخص في هذه الثانية قد مات وسوف يموت فقط بسبب عدم قدرته على دفع تكاليف عملية جراحية وعدم قدرته على التصرف في أمواله الخاصة.  

وضع أكثر من كارثي تعيشه لبنان منذ سنوات بسبب المسؤولين الذين خربوا البلد وطغوا كل أنواع الطغيان الذي تجاوز طاقة الاستيعاب، فلبنان في حالة مالية أكثر من مزرية، بعد أن خسرت عملة البلاد 98 في المئة من قيمتها. 

 ويشير صندوق النقد الدولي إلى أن إجمالي الناتج المحلي قد تقلص بنسبة 40 في المئة، مع استنزاف احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية بنحو الثلثين. 

ولازال الوضع في لبنان كارثي والناس يعيشون حياة صعبة جدا منذ الحرب الأهلية إلى انفجار مرفأ بيروت وانهيار العملة والإفلاس والسطو على أموال الناس في البنوك والاعتداء على المال العام بطريقة غير مشروعة.  

لنتحدث اليوم عن جريمة الإثراء غير المشروع لبعض المسؤولين على حساب أموال الحق العام، ومنذ فترة لبنان تحت القصف والحرب في ظل عجز مادي لأغلبية الشعب.  

فهل يعقل ما تعيشه لبنان اليوم التي خانها المسؤولين وليسلط، العدو أيضا سيفه الحاد الذي لا يرحم، أفكر في حجم الدمار الذي تعيشه لبنان وماذا لو فكر أحد في الهجرة لا يستطيع حتى التفكير لأن أمواله في البنوك قد نهبت، ليجد نفسه اليوم مقيد وعاجز حتى على التفكير في طريقة ينجو بها من بطش الحرب.  

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا 

 

       t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى