سؤال يدور في عقول البعض، سؤال ليست له إجابة مقنعة، وهو لماذا تغيرت بعد أن كنت طيب جدا تغيرت وأصبحت قاسي نوعا ما، لماذا تحولت كل مشاعر الحب تجاه بعض الأشخاص إلى كره.
لماذا لم أكن هكذا؟
حتى أن هؤلاء الأشخاص قد يعذبون أنفسهم على ذنب ليس لهم فيه ذنب، ولماذا في المقابل لم يتم طرح هذا السؤال على الأشخاص الذين سرقوا الطيبة من قلوب الناس وجعلوهم في حالة رعب وخوف من الوثوق مجددا في الناس.
هناك مثلا يقول ربنا يكفيك شر قلبت يلي يكره بعد ما يحب، وهذا ينطبق على مجتمعنا.
فعندما نقدم لناس الحب والإخلاص وفي المقابل يقدمون لنا الجحود وقلة الأصل والمعروف ونكران الجميل فكيف ستكون النتيجة.
الطبيعي أن يتغير الإنسان في هذه الحالة هل سيضل طيب مع أشخاص لا يستحقون.
الطبيعي لا فهو سيصبح أكثر قسوة، أكثر حذر، سيصبح قليل الكلام وسوف ينسحب ويبتعد، هذا الشيء الطبيعي.
فالصدمات، تغير من الشخص كليا وقد تجعله أكثر قوة وأكثر قسوة، وتحوله من شخص لطيف إلى شخص صعب جدا في التعامل مع الناس حتى يصل إلى مرحلة التكبر، لأن التواضع مع أشخاص لا يستحقون قد يسبب الشقاء.
حيث دائما ما تتردد كلمة فلان ده غيرته الدنيا، لا ليست الدنيا هي التي غيرته، الناس هم الذين قاموا بتغيره.
فالإنسان يولد طيب بالفطرة وكلما انغلق مع نفسه أكثر حافظ على طيبته واتزانه، وفطرته، لكن كلما انصدم بعالم الشر فإنه سوف يتغير ويصبح قاسي.
والأمر يعود لنا يجب أن نتعلم أن لا نكون طيبين مع جميع الناس وأن لا نكون أبرياء مع جميع الناس، وأن لا نحب كل الناس وأن لا نرسم صورة وهمية عن الناس بدون دراية مسبقة عن عالمهم لأنه قد يكون صادم فيما بعد.
وقد لا تتقبل عقولنا حقيقة عالمهم فتكون الصدمة شديدة جدا، يجب أن نتوقع كل شيء من جميع البشر لكي لا تكون الصدمة شديدة، لكن لأنك طيب هذه ليست جريمة بل لأن هذه فطرتك.
فقط حاول التخفيف من هذه الطيبة مع أشخاص لا يستحقونها ولا يستحقون حتى مجرد التواجد في حياتك، أخرجهم، من حياتك ومن عالمك للأبد وانسحب حينها ستشعر أنك بخير لأنك في مكانك الصحيح بعيدا عنهم ولأنك لم تخلق لتكون في عالمهم الغير مناسب لك.
للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية