يقول ابن خلدون «الخير هو المناسب للسياسة وليس الشر» لذلك نجد «سيدنا نوح» عندما صعد إلى السفينة لتعصمه من الطوفان لم يصعد منفردًا، فالدنيا من غير ناس لا تُحكم، ولا يستطيع شخص مهما كانت قوته وحكمته أن ينعزل عن الناس، فالكل يحتاج للكل مهما كان جهدك أو عملك.
من ثم يجب على السياسة التي تُدير هذا المجتمع أن تتمتع بالأفكار التي تجلب الخير للجميع، وهذا ما دعا إليه أفلاطون في جمهوريته الفاضلة، فهذه الدعوة لم تكن دعوة خيالية، إنما حقيقة تؤكد على فكرة الخير للجميع من خلال تنظيم توزيع الثروة بنظام.
لذلك جاء دور السياسة في تنظيم هذه العلاقة لتطوير المجتمع وانحسار السلطة فيه. ولقد جاء ذلك من خلال تطور الفكر الإنساني منذ تحسس الإنسان وجوده على هذه الأرض، ونجد أنه من الضروري تبادل المنافع مع بني البشر، فالعلاقة التبادلية أنفع له من العلاقة المنفردة بينه وبين من حوله من كائنات وجماد.
فهذا الأمر يعتمد على دوام انضباط العلاقة بين الناس القائمة على قاعدة الخير للجميع، فإذا لم تتعاون هذه النظم ينهار النظام ويفقد المجتمع أخلاقه وينتشر داخله الضحالة الثقافية والفكرية ويتحول إلى مجتمع هلس في هلس، ويصبح فيه السافل محترما، والمحترم مجنونا.
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية