اخترنا لكنون لايت

جلال لقمان يواجه النيران بثلاثين عملاً يعرضهم في دبي

عند احتراق المخزن الذي يضم أعمال الفنان الإماراتي جلال لقمان تخيل أن كل أعماله الفنية التي أنتجها على مدار 34 عاماً تحترق أمامه.  

وقال «جاءني الخبر وأنا أمارس الرياضة وهذا دليل على القضاء والقدر لا وقت له».  

ولكن لقمان الذي أقام عدداً من المعارض الفنية المحلية والدولية، في نيويورك والكويت وطوكيو ومصر والمغرب والتشيك وواشنطن وبكين والمملكة المتحدة. 

واشتهر كفنان يجمع بين فهمه للفنون الكلاسيكية والفنون الرقمية. قرر أن لا يستسلم وعاد للعمل من جديد، إذ أوضح في حديثه لـ (نون): «سأقيم معرضاً من 31 أكتوبر لغاية 18 نوفمبر في «آرت إن سبيس» في البوليفارد في دبي، بعنوان «ما لم تأكله النار» وسيضم المعرض 30 عملاً جديداً من بقايا الحريق من حديد وألمنيوم وصل إلى الذوبان عملت عليها بشكل جديد إضافة إلى 3 أعمال نجت من النار لأثبت أني لم أنكسر حزنت وتألمت، لكني قررت أن لا تكون نهايتي عند هذا الحدث». 

 نقلة فنية:  

جلال لقمان الحاصل على درجة الماجستير في الصناعات الثقافية والإبداعية، لعب دوراً مهماً في المشهد التشكيلي الإماراتي، كما عمل على تنمية مواهب الفنانين الإماراتيين عبر إطلاق عدد من المبادرات التي تروّج للفنون.  

قال: «أول شعور تملكني هو عدم التصديق كأني أرى فيلماً وبعد دقائق شعرت أن الأمر بمثابة الخبطة، وبدأت أتذكر كل عمل موجود في المخزن، بعد أن سمعت باندلاع الحريق، ولكن لم يتم السماح لأحد بدخول المكان إلا بعد أيام». 

وأضاف: «عندما رأيت أن كل أعمالي على مدى 34 سنة أصبحت رماداً، وكأن فنان بعمري هذا لا يمتلك أي عمل كانت صاعقة مؤلمة جداً، لكني من مبدأ «وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم» جمعت ما في داخلي من قوة، وقررت أن أقف مرة أخرى وبدأت فوراً وأحضرت خامات من أجل أن أنتج أعمالاً جديدة». 

وتابع: «مع الفرق أني من قبل كنت أمتلك القدرة على النحت وحمل الحديد، ولكن الآن هذا تحدي بالنسبة لي فقد اقتربت من نهاية الخمسينات من عمري، ومن التحديات أيضاً أنه قبل سنتين أعادوا بناء عمودي الفقري بحديد، ولما كنت بكل بساطة أحمل أكثر من خمسين كيلو بدون ألم، الآن أضغط على نفسي لحمل نفس الوزن دون أن أذكر للناس ما أعانيه من ألم لأني أرفض أن أسمح لهذه الظروف أن تقف في طريقي الذي بدأته قبل 34 سنة». 

وذكر لقمان: «هناك أعمال وضعي الجسدي لا يسمح لي أن أكررها لأنها تتطلب جهداً، لكني اعتبرت أن ما حدث هو اختبار من الله عن إيماني بنفسي، وأتمنى أن أكون قد نجحت في هذا الاختبار، الذي كان بمثابة الطاقة لأجل أن أشق طريقي من جديد، لهذا أرى الأمر كنوع من التنقية للأعمال القديمة، لأجل أن أخرج بفن جلال لقمان ولكن بطابع جديد وشخصية جديدة وبلوغ فكري وفني جديد بعيداً عن جلال العصبي، فهناك نقلة مختلفة فيها نوعاً من الروحانية». 

 أساليب جديدة:  

جلال لقمان الحاصل على العديد من الجوائز أوضح: «استخدمت التجربة وقوداً لأجل أن أقوم كل يوم عند الساعة الرابعة فجراً واشتغل لغاية الساعة الواحدة بعد منتصف الليل من شهر مايو الماضي عند احتراق أعمالي ولغاية الآن». 

وقال: «حرصت على استراتيجيتي بأن أظهر للناس أني ما زلت أتقدم بفكري وأسلوبي وأن هذا الحريق لم يؤثر على مسيرتي، وقررت أن أسرد القصة التي حدثت لي بكل قدرات التعبير الفنية التي أمتلكها من فن تقليدي بالفرشاة والألوان الزيتية والأكريليك وغيرهما، إلى الديجتال آرت الذي عرفت فيه كأول فنان يعمل في هذا المجال في العالم العربي».  

وبين لقمان: «استخدمت المعلومات لأنتج ثلاثة أعمال مدتها بين الأربع والست دقائق، وهي تجربة متعددة الحواس، تُمَكن زائر المعرض من التجول في النار التي حدثت ويشم خلال ذلك رائحة النار ويرى الدخان وكأن الزائر يمشي بمنتصف النار ويدخل في الورشة المحروقة ويشم بقايا فني المحروق، واستخدمت في هذه الأعمال تكنولوجيا متعددة الحواس، كما سأعرض 12 عملاً نفذته بواسطة «الديجيتال آرت» مع الاستعانة بـ الذكاء الاصطناعي ومجموعة مؤلفة من حوالي 15 منحوتة من الألمنيوم والحديد من بقايا الحريق1». 

وأخيراً أكد لقمان على «أني أريد أن يكون هذا المعرض قصة أمل وليس قصة حزن، حتى وإن كان هناك حزن يمكن أن نستخدمه كوقود لأجل أن نخوض معركة جديدة وننتصر فيها على الظروف الصعبة”. 

نون عبير يونس 

 

    t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى