نون والقلم

حسين حلمي يكتب: حوار العُظماء 

هذا الحوار لم يحدث وجهًا لوجه بين هؤلاء العظماء ولكن سجلته أشعارهم وكلماتهم، فقال الشاعر أبو البقاء الرندي الأندلسي «لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ.. فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ». 

ليرد عليه أمير الشعراء أحمد شوقي ليقول له «دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَه· إِنَّ الحَياةَ دَقائِق وَثَواني· فَارفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها· فَالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني». 

ليستكمل الإمام الشافعي رحمه الله حوار العُظماء في ذات القالب الشعري ليقول «دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ.. وَطِب نَفسًا إِذا حَكَمَ القَضاءُ.. وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي.. فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بقاء». 

ليرد عليه شاعرنا أبو العلاء المعري قائلًا «خَفّفِ الوَطْء ما أظُنّ أدِيمَ الأرْضِ إلاّ مِنْ هَذِهِ الأجْسادِ.. وقَبيحٌ بنَا وإنْ قَدُمَ العَهْدُ هَوَانُ الآبَاءِ والأجْدادِ.. سِرْ إنِ اسْطَعتَ في الهَوَاءِ رُوَيدًا لا اخْتِيالًا عَلى رُفَاتِ العِبادِ.. رُبّ لَحْدٍ قَدْ صَارَ لَحْدًا مرارًا ضَاحِكٍ مِنْ تَزَاحُمِ الأضْدادِ». 

الكل أجمع أنك فقط الذي تُعطي لحياتك معنى، وأن أفعالك هي التي تحدد مكانتك حتى لو تركت الدنيا، فالأثر عُمر ثانٍ، سواء كان ذلك حسنًا أو سيئًا، كله بما فعل يُذكر.  

لذلك قالوا عند موت عن «الحجاج بن يوسف الثقفي» الطاغية بعد كل ما قدمه خدمة للإسلام قالوا عنه «عاصي وظالم» وكثيرًا من لا يعلم أن حكم الناس قاصٍ مهما كانت علاقتك بالدين. 

لم نقصد أحدًا!  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

   t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى