منذ إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله في الغارات التي استهدفت أمس الجمعة، مقر قيادته في ضاحية بيروت الجنوبية، وتأكيد الجماعة النبأ، اتجهت الأنظار حول القائد الجديد.
معركة الحساب المفتوح
فقد شغل نصر الله منصبه لمدة 32 عاماً، وكان يتمتع بشخصية قيادية بين أنصاره، وفق محللين.
وبينما تداول مراقبون اسم هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لـ حزب الله، والرجل الثاني فيه، كأبرز المرشحين لخلافته، انتشرت أنباء أخرى عن تسلم «نعيم قاسم» المنصب أمينا عاما خلفا لـ نصر الله.
وتولى «قاسم» منصب نائب أمين عام حزب الله منذ 1992، وولد بمنطقة البسطة التحتا في بيروت عام 1953.
وقد تمرّس «قاسم» على الخطابة باكرا، ثم أقام دروسا في المسجد للأطفال في حلقات أسبوعية ولم يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما.
وفي عام 1971 انتسب إلى الجامعة اللبنانية – كلية التربية في منطقة الأونيسكو في بيروت لدراسة الكيمياء باللغة الفرنسية بعد أن نجح في امتحان الدخول إليها.
ثم تابع دراسته الدينية عند عدد من العلماء، وتخرج في الجامعة عام 1977 وحصل على شهادة الماستر في الكيمياء.
وتداولت وسائل إعلام لبنانية، خبر تعيينه مؤقتا حتى انعقاد مجلس شورى التنظيم ليقرر الزعيم الجديد، من دون أي تفاصيل أخرى.
أما آخر ظهور له، فكان الأسبوع الماضي (23 سبتمبر الجاري)، حينما أعلن في كلمة ألقاها الأحد الماضي، خلال تشييع القيادي إبراهيم عقيل، الذي قتل بالغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة الماضي، أن الرد قادم لكن الحزب لن يحدد مكانا وزماناً له. وقال «دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح» مع إسرائيل.
هاشم صفي الدين
ليبقى الاسم الثاني، هاشم صفي الدين، رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، والرجل الثاني فيه.
وظهر كأبرز المرشحين لخلافة نصر الله، كونه ابن خالته وصهر القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني. عدا عن أنه يشبه نصر الله كثيراً شكلاً ونطقاً.
ولد عام 1964 في بلدة دير قانون النهر جنوب لبنان، ثم تلقى تعليمه في النجف وقم، مثل نصر الله، وكان من بين مؤسسي حزب الله في 1982.
أما في 1994 فطُلب منه العودة إلى لبنان ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي في حزب الله خلفاً لنصر الله، وذلك بعد عامين من تعيين الأخير أميناً عاماً للحزب في أعقاب اغتيال إسرائيل لعباس الموسوي في هجوم بطائرة هليكوبتر. وقد أُعد لخلافة نصر الله منذ 1994.
هذا وتولى لـ3 عقود الملفات «الحساسة» تاركاً الاستراتيجية منها لنصر الله.
كما أشرف على عمله القيادي العسكري السابق بالحزب عماد مغنية الذي اغتيل في 12 فبراير 2008 بانفجار سيارة مفخخة في حي كفرسوسة بدمشق.
على الرغم من أنه ظل لسنوات «رجل الظل»، لكن التقييد الأمني على نصر الله دفع به إلى الواجهة.
تزوج نجل صفي الدين من ابنة قاسم سليماني، وفق وسائل إعلام إيرانية. كما أعلنت زينب مغنية، ابنة عماد مغنية، عن زواج زينب سليماني ورضا صفي الدين.
يذكر أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي كان أعلن في بيان اليوم أن الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس أدت إلى مقتل نصر الله. كما أضاف أن قائد جبهة الجنوب في الحزب علي كركي وعددا آخر من القادة قتلوا معه.
وكانت الطائرات الإسرائيلية قد ألقت أمس أكثر من 10 قنابل ضخمة على مقر قيادة الحزب في حارة حريك، أو ما يعرف بالمربع الأمني المحصن، ما خلق دماراً غير مسبوق.
نون – العربية نت
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية