شارع الملك فيصل بالجيزة.. أصبح الآن جامعة الدول العربية الحقيقية.. أصبح يضم جميع الجنسيات من الدول الشقيقة يقطنون فيه.. بالطبع الأغلبية للأشقاء اليمنيين والسودانيين، ولكن تجد فيه من سوريا والعراق والجزائر والمغرب وتونس وليبيا حتى من دول الخليج يعيشون فيه، وأصبح من أشهر الشوارع المصرية على مستوي العالم.
وهذا الشارع عندما تم شقه بعد أن كان ترعة الصرف الصحي تم تسميته على اسم المغفور له الملك فيصل عاهل السعودية.. ولأن المرحوم فيصل كان من أنصار ودعاة الوحدة العربية ووقوفه مع المغفور له الشيخ زايد رئيس الإمارات بجانب مصر في حرب أكتوبر 1973 وهي واقفة لا تنسى للزعيمين وكتبها التاريخ بأحرف من نور.
فقد تحقق حلمه في الشارع المسمى باسمه وأصبح الجميع يعيشون في الشارع ومتفرعاته في سلام ووئام وبدون أي خلافات سياسية، وانتشرت في الشارع ومتفرعاته محلات سودانية ويمنية وسورية إلخ، وتجد جميع أنواع الطعام والملبس والمشرب معروضة هناك، وأصبح شارع تجاري بحت، كما أصبح محور مروري كبير بسبب إغلاق شارع الهرم لتنفيذ مترو الأنفاق، فالزحمة أصبحت أمر طبيعي تعود عليه كل من يعيش فيه.
ولأن شارع فيصل يقع في دائرة 4 أحياء وهي الطالبية والعمرانية وبولاق الدكرور والهرم، لذا عندما تحدث أزمة لا يعرف السكان لمن يتجهون خصوصا لا يوجد حدود معلنة بين الأحياء، ففي منطقة واحدة وهي «الأريزونا» مثلا نجد الحي قام برصف الشوارع بين فيصل والهرم بالانترلوك حتى شارع حسني متولي كما رصف الشارع المؤدي إلى العيادات الخارجية لمستشفى ثابت ثابت للأمراض المتوطنة وترك باقي الشوارع ومنها شارع فهمي حجازي وحسين الترساوي وأحمد صالح، رغم أنها في حيز المنطقة وعندما سأل الناس قالوا أنتم تتبعون حي آخر وتركت هذه الشوارع تعاني من المطبات والأتربة ونحن مقبلون على موسم الأمطار وبالتالي سوف تتحول إلى برك مياه وطين.
ولأن جميع محافظو الجيزة لا يهتمون إلا بحدائق الأهرام ومنطقة المريوطية وترعتها التي أصبحت تدر دخلا للمحافظة بعد تأجير المحلات على جانبيها وبالطبع المهندسين والدقي والعجوزة لأن بها علية القوم وأصبحت مناطق أخرى بعيدة عن الاهتمام لأن المحافظين لا يعرفون شيئا عنها ولا حتى رؤساء الأحياء التابعة لها، وبالتالي تحولت أشبه بـ «الخرابات» لا تستطيع السير على الأقدام فيها وخاصة كبار السن وذوي الهمم وسيطرة الباعة الجائلين والتوك توك عليها.
الجيزة ليست حدائق الأهرام ولا المريوطية ولا المهندسين والدقي.. الجيزة أيضا العمرانية والطالبية وبولاق الدكرور وزنين والمساكن والطوابق كعبيش والمنيب وإمبابة والوراق.. إلخ، فمن يريد العمل عليه النزول إلى شوارع هذه الأحياء فهي أكثر مناطق في حاجة للتطوير والعمل وهي التجمع السكاني الأكبر، يعني ببساطة أي إنجاز يتم فيها سوف يشعر به المواطن الغلبان الذي تكويه نار الأسعار مع قلة الرزق والدخل بجانب أصبح هذا الشارع ومتفرعاته يتمتع بشهرة عربية والاهتمام به أصبح أمر طبيعي لو كانت الأجهزة المحلية تقوم بعملها الطبيعي وخاصة رؤساء الأحياء حبيسي مكاتبهم المكيفة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية