الدخان المتصاعد من «حيفا» والضاحية الجنوبية في بيروت، قد يثير هلع المدنيين، وقد يقتل قيادات في حزب نصر الله، وقد يهجر بعض الإسرائيليين، وكذلك تفعل تفجيرات «البيجر»، وعمليات «القنص» للطائرات الحربية، والصواريخ المتبادلة، ولكنها لن تحقق نصراً لأحد.
نتنياهو يريد أن يحقق هدفاً من أهداف حملته العسكرية على غزة، ولم ينجح، فشل في كل ما طرح من شروط، ابتداءً بالقضاء على «حماس»، وانتهاء بتنظيف جنوب لبنان، هو عاجز، رغم كل ما يملك، ورغم كل ما يصله من مدد، ولم ينجح في استرداد المخطوفين، ولم يحصل على موافقة حلفائه على إعادة رسم الأوضاع في القطاع.
وعند الحدود والممرات، ولم ينجح، فذهب إلى لبنان، وجيّش الجيوش على الحدود، ثم استخدم الوسائل «التي لا يتخيلها أحد»، كما قال يوم أمس، ولم ينجح، فالإبهار كان آنياً، وليد لحظة، أثارت علامات تعجب واستفهام، ولكن «واو» و«يا سلام» و«برافو»، لا تحقق نجاحاً، ولا تؤدي إلى انتصار، ولا تنهي حرباً!
و«حسن بيجر» ليس في وضع أفضل من وضع نتنياهو، وهو اللاعب الصغير في منظومة العبث بالمنطقة، هو يعلم ذلك، ونحن أيضاً نعلم ذلك، هو مقيد بتوجيهات طرف يحركه كما يشاء، وفي أي اتجاه يشاء، إذا أمره نفذ، وإذا نهاه توقف واختفى، فاقد الإرادة، تابع، يخونه أقرب المقربين له، لأنه خان قبلهم كل المبادئ التي كان يتغنى بها، وعلى رأسها خيانة الوطن، وتدميره من الداخل، ومثل هذا الشخص لا يُنتظر أن يأتي من ورائه خير، بل الشر الذي وصل إلى أجهزة اتصالات حزبه، والموت الذي يلاحق كل قادته، وانقطاع الرزق عن الفقراء والمحتاجين، من صدّقوا أنه رمز للمقاومة!
لا نصر لنتنياهو، فالذي يفعله اليوم لا يتعدى قائمة الإجرام الدولي، ولا تصفيق لجالب الدمار، الفاشل في حماية ظهره المكشوف والمنتهك، فالاثنان يقودان منطقة وعالم إلى طريق رسمه لهم آخرون.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية