نون والقلم

فريهان طايع تكتب: وجع الخذلان 

يخادعني العدو فلا أبالي وأبكي حين يخدعني الصديق، هل جلدت يوما نفسك فقط بسبب طيبتك مع أشخاص لا يستحقون؟ 

 هل ندمت يوما فقط لأنك كنت لطيف وليس مؤذي؟  

وهل تساءلت يوما لماذا بعض البشر هكذا الغدر عنوانهم؟  

نحن في زمن غريب جدا، زمن يجعلنا فقط نندم على مجرد أن نبتسم في وجه أحد.  

لأن الكذب أصبح عنوان الكثيرين، الكذب مثل الماء في حياة بعض المحيطين بنا، منذ حوالي أسبوعين فقط مررت بموقف صعب أثر صدمتي في بعض الذين كنت أظنهم من أحد أصدقائي، صدمة جعلتني أجلد نفسي فقط بسبب معرفتهم.  

شعرت أنني في دوامة وفي كابوس لا أستطيع حتى أن أصدق أن أحد أصدقائي هكذا، لكنني لن أعمم على الآخرين لأن منهم أصدقاء أوفياء جدا ومخلصين وكل كنوز الدنيا لا تعادل قيمتهم عندي، لكن البعض يجعلك في حيرة.  

تساءلت كيف سأثق من جديد في الناس؟ والغدر أصبح شيء عادي وكل جريمتك أنك صدقت أنهم حقيقيون، وأنك كنت طيب مع أشخاص لا يستحقون، تحاول فقط أن تنسى لكن لا تسطيع لأن وجع الخذلان أكبر من طاقة الاحتمال.  

وجع قد سبب لك نزيف بداخلك لا ينتهي وليست مجرد كلمة مجازية بل واقع عشته جعلني منهارة لعدة أيام، وجع يزداد كل يوم ويبقى سؤالك لماذا؟  

لماذا وأنت لم تفعل إلا كل خير، صدق رسول الله عندما قال اتقى شر من أحسنت إليه. 

تستحضر كل كلامهم ومن ثم تتعجب وكأنهم ليسوا نفس الأشخاص بل يرتدون   أقنعة، أحيانا تندم على براءتك تصبح كأنها جلادك، تندم على قلبك وسلامة نيتك، تندم أنك محيط في وسط مجتمع مثل هذا.  

تندم على كل شيء على احترامك لأشخاص لا يستحقون الاحترام ولطفك مع أشخاص لا يستحقون اللطف، تندم فقط لأنك لست قاسي ولست مثلهم.  

أن تكون مجرم ليس فقط أن تمسك سلاح وتقتل الناس فعندما تغدر هذا أشد أنواع القتل لأنك تقتل مشاعر إنسان وتقتل طيبته وثقته. 

وأنا مصدومة، مر من أمامي فيديو لداعية مصطفى حسني والذي جاء في محتواه، «إنتا مش متخيل لما تأذي حد أو بتغدر حد أو حد بيبقى كويس معاك وانتا تيجي في ظهرو وتيجي الغدرة من الظهر.. انتا بتسيب بني آدم مرعوب من الدنيا بعديك، بتسيب بني ادم بيدفع اثمان من كثرة خوفو انو يتألم تاني، عشان كده تفهم ليه انو ممكن ربنا يسامح في حقو ويجي في حقوق الناس». 

وفعلا مثلما قال يصبح شخص مرعوب ويحمل اشخاص اخرين الاثمان، وبسبب انانيتهم وحبهم لأنفسهم وخزعبلاتهم هم لا يكترثون لما قد يسببونه لغيرهم من وجع. 

استحضر فقط كلامهم عندما قالوا نتمنى أن نكون عند حسن ظنك بنا ونتمنى أن نكون على قدر المسؤولية ومعرفتك فقط مكسب فما بالك بنحن أصدقاءك وإنتي مثل الذهب والكثير من الكلمات التي لا أصدق أنها مزيفة وليست حقيقية، ولم أكن أظن يوما أنني سوف أتألم لهذه الدرجة بسببهم.  

وأنهم ليسوا هم بل أشخاص أخرين لا أعرفهم، أصعب شيء في الدنيا عندما تكتشف حقيقتهم ومن شخص أخر غريب، وهم لازالوا يرتدون الأقنعة، ولازالت كلماتهم مزيفة، ولا يملكون القدرة على مواجهتك.  

أصعب شيء في الدنيا هي الصدمة وعندما تغير نظرتك لشخص من الاحترام إلى الاحتقار، ولا تسطيع حتى أن تسيء له لأنك لم تتعلم أن تكون قليل أصل بل حتى في خصامك تجيد اختيار كلامك. 

ومن ثم تنسحب وتنهى صداقتهم ببلوك، وأنت حزين بداخلك لأنك لم تتعلم يوما أن تغدر إنسان كان جيدا معك ويبقى سؤالك لماذا قد خيبتم كل ظني وأنتم الذين أقستم أن تكونوا على قدر حسن الظن.   

فالصداقة ليست شيء عادي، الصداقة شيء مقدس، الصداقة يعني أمانة، في عقلي لا أستطيع أن اتقبل عكس هذا لأنني لم أخيب أي ظن صديق فيا طوال حياتي.  

ولأنني أعيش على مبدأ أن هذه الحياة قصيرة وقد تنتهي في أي دقيقة حياتي مثل الذين قبلي لأن قدر الإنسان هو الموت، فلماذا نترك هذه الحياة ونحن قد سببنا جراح وأوجاع لغيرنا ودمرنا مشاعر الناس وجعلنا شخص ينهار بسببنا ويتألم فقط لأنه كان طيب معنا، ليصل به الحد على الندم على معرفتنا.  

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا 

 

   t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى