تشارك الإعلامية المصرية الأديبة حورية عبيدة في فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب التي تنطلق يوم الأربعاء المقبل الرابع في مركز إكسبو الشارقة حضور شخصيات مهمة وأدباء وكتاب عالميين من بينهم ، النجم المصري محمد صبحي ، والكاتب السياسي المصري مصطفى الفقي، والإعلامي المصري أحمد المسلماني، والكاتب والمذيع في بي بي سي وقناة سكاي البريطانية جون مكارثي، والكاتب والشاعر النيجيري الفائز بجائزة مان بوكر، بين أوكري ، إلى جانب أكثر من 500 ضيف من الكتاب والأدباء والمفكرين والإعلاميين من الوطن العربي والعالم.
وتستضيف منصة توقيعات الكتب الجديدة في المعرض الأديبة المصرية في حفل خاص لتوقيع كتابها الجديد “ترنيمة عشق” الذي صدر مؤخرا في القاهرة عن دار “يسطرون ” للنشر، والذي يضم 80 مقالة للكاتبة قامت بنشرها في الصحف المصرية والعربية حول الوطن والحياة والإنسانية
وتلقي المقالات التي ضمها الكتاب ضوءا مباشرا على إعلام الوهن الذي صار ينزف قبحا ودما كل يوم؛ويلقي بظلال التشاؤم؛ خاصة وقد اعتلاه علماء اللسان جاهلوا العقول والقلوب؛ وتلاسَن فيه الجُهال؛ فازدادت حياة المواطن البسيط قتامة وكآبة؛ ولم يعد يرى للحب والجمال والرومانسية والهدوء مكانا في الحياة؛ كما يتعرض الكتاب لمشاكل دول محورية في منطقتنا العربية كمصر وفلسطين وسوريا والعراق واليمن وليبيا. ويهتم بمشاكل الشباب المحبط والمرأة وأطفال الشوارع وساكني القبور، وتداعي المنظومة التعليمية والقيمية التي على كاهلهما يجب أن تُبنى الأوطان.
وحول كتابها قالت عبيدة : إن الكتاب هو ترنيمة عشق للوطن والحياة وللذات الإنسانية كي لا نكون مجرد نقطة عابرة في الحياة؛ فهو سطورٌ سطّرها قلمي العاشق للحب والجمال؛ قلم يدرك التضحيات والآلام التي يمر بها إنساننا العربي، ويدعو لملامسة مواطن الجمال ومهامستها في حياتنا؛ دعوة لنحيا إنسانيتنا بشكل يستحقه ذلك الإنسان الذي نفخ الله فيه من روحه وأسجد له الملائكة تشريفا وتعظيما وتقديسا له، بما يجعله قادرا على أن يحيا بعيدا عن القبح الذي لا يليق به. يبغي الكتاب أن نفر من قبح معاملاتنا وحواراتنا وإعلامنا ، لننال نصيبنا من الفرح الإنساني النبيل؛ لأن إعمار الكون لا هدمه هو دورنا المُحتّم في الحياة، وأن تجميله وتحسينه لهو الشأو العظيم الذي يتوجب علينا بلوغه.
وأضافت : إن كل ترنيمة ضمها الكتاب تهدي فيضا من الأمل والتفاؤل والثقة في قدرتنا على تغيير أوضاعنا رغم مواطن القبح الكثيرة التي يحياها المواطن العربي إلا أنها دعوة تحمل الأمل في أن ينال حقه في الحياة وملامسة مواطن الجمال في حياة البشرية .
وخلال ندوة عقدت لمناشة الكتاب في أبوظبي نهاية الأسبوع الماضي قال الخبير الإعلامي الدكتور حماد إبراهيم أستاذ الإعلام في الجامعات المصرية والإماراتية :
ترصد الكاتبة مواطن قبح كثيرة يحياها المواطن المصري والعربي؛ ويحاول أن يميط اللثام عن همومه ومشاكله وتمزقه السياسي والطائفي والمذهبي والعرقي؛ ويقدم حلولا ممكنة وغير مستحيلة؛ طالما تصدق النيات وتشتد العزائم؛ يقدم نقدا بناءً لا انتقادا هداما؛ يتجول مع هموم بلادنا العربية ليسبر أغوارها بغرض طرح حلولا لها وتجميل واقعنا المهترئ؛ فالعربي بأمجاده وتاريخه وإنسانيته وسمو رسالته يستحق أن يصبو دائما نحو الرقي والإبداع ومواطن الجمال، والكاتبة تراهن دوما على وعي الأجيال القادمة بالخطر المحدق بوطننا ونظريات التأمر التي تلفه؛ وتثق في قدرة الشباب على القبض على زمام الوعي وإنهاض الوطن من كبواته وعثراته ودرء مفاسده؛ فأوطاننا مقل العيون وجواهرنا العتيقة تحتاج لأن نصنها قبل أن نفقدها، ولا أنسى الجاحظ في رسالته حين قال ” كانت العرب غذا غزت أو سافرت حملت معها تربة بلدها رملا وعفرا تستنشقه ” فهل كان ذلك حقيقة أم ضربا من الجنون أو الخيال؟!
وأضاف : إن الكاتبة الأديبة حورية عبيدة توجه عبر هذا الكتاب رسالة خاصة للشباب ليتسلقوا جبال الهموم التي حُمّلوها دون جريرة منهم ولا ذنب؛ وتطالبهم بألا يصنعوا تمثالا من الفشل ليدوروا حوله؛ وتدعوهم ليعشق كل منهم ذاته ويتسلق وعورة روحه؛ ويميط اللثام عن إمكاناته وقدراته ويصر على ألا يكون إلا نفسه، وأن يكون مثلما يود لا مثلما يود الآخرون؛ فلم يخلق الله في كل هذا الكون ورقة شجر تشبه الأخرى.