نون والقلم

فريهان طايع تكتب: دعائك مستجاب.. ولكن 

لماذا لا يستجيب الله دعائي رغم إصراري على الدعاء بشيء معين، فكم رجوته وكم بكيت، وكم تسولت له لكنه لم يجب؟ والاجابة لأنه يحبك ولأنه يعلم الغيب الذي لا تعلمه انت، ولأنه يحب لك الافضل ولأنه يختار لك ما يليق بك وبقلبك ونيتك.  

أنا شخصيا مررت بهذه المواقف، ولا أنسى ذلك اليوم منذ سنوات عدة كنت جالسة في الجامع وبمفردي دعوته مراراً، كنت أبكي وبحرقة وأتوسل له أن يستجيب، لكنه لم يستجب.. ظننت في ذلك الوقت أن دعائي غير مستجاب. 

وجاء اليوم الذي اكتشفت فيه حكمة المولى عز وجل والتي تجلت في كل شيء، وأن تأخر الاستجابة كان لحكمة لا يعلمها إلا هو تبارك في علاه، فقد أدركت أنه لو تحقق لي ماكنت أدعو به لجنيت الحسرة والندامة. 

ولم تكن تلك هي المرة الوحيدة التي أدعوه فيها ولا يستجيب رغم بكائي وتوسلاتي والحاحي في مسألة معينة، ودائما اكتشف حكمته.. الله كبير جدا وعظيم ورحيم، وسعت رحمته كل شيء. 

أجمل شيء ان تشعر بوجوده وحمايته، رغم أنني مقصرة في حقه، ورغم أنني لا ارتدي الحجاب الشرعي وأشعر بالذنب تجاه هذا الموضوع، لكنه أعلم بقلبي، لأنني لمست أية «وعلى نياتكم ترزقون» في كل شيء في حياتي  

زاد يقيني بهذه الآية عندما وجدت الله يحميني من كل مجهول، ومن كل شخص يضمر لي السوء، فيكشف الله لي حقائق من حولي بدون اي مجهود، بمجرد حلم أو إشارة.  

أشعر بالامتنان لله عز وجل لأنه دائما بجانبي ويحميني بكل انواع الحماية، عندما تكتشف حقائق من حولك وعندما تكتشف مكرهم وخداعهم، ولا يستطيعون ضرك بفضل الله وبقدرته التي تفوق كل شيء. 

منذ سنوات فهمت ماذا تعني «وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ» لأن هذه الآية لها دور كبير في مشوار حياتي.  

لأنني قد أحب شيء ربما كان سيؤذيني، وقد أكره شيء ربما فيه الخير كله، وهذا الأمر ينطبق على كل شيء على العمل والدراسة والأشخاص والمواقف والأحداث وكل شيء في تفاصيل حياتنا. 

ولا زلت اكتشف حكمته في كل الأمور وعندما أنظر لغيري ممن قد تدمرت حياتهم بسبب قرارات خاطئة.. أحمد الله الذي حماني ولم يضعني في هذه المواقف الصعبة.  

فعندما لا يستجاب دعائكم أعلموا أنه خير لكم لان الله قادر على الاستجابة بكلمة كن فيكون لكنه لم يستجب لأنه يحميك من مجهول لا تعلمه ومن اشخاص مؤذين ولا يكنون لك الخير.  

هو الذي يعلم ما في القلوب هو الذي يعلم حقائق كل شيء، هو الذي يعلم كل التفاصيل التي لا تعلمها انت وسوف تكتشف هذا الأمر مع مرور الزمن، فقط لا تيأس بل كن واثق انه بجانبك وأنه يحب لك ما يراه خيراً لصالحك بينما انت لا تعلم حكمته.  

أنا شخصيا اكتشفت هذه الاشياء، وعندما أنجرح من أي شيء سرعان ما اكتشف رحمة ربي بي لأنه كشف لي حقائق ما كنت سأعلمها لولاه.. عليكم بالصبر والايمان القوي والثقة بالله، الله، البشر يخذلونك ويخيبون ظنونك لكن الله لا يخذلك أبداً لأنه عند حسن ظن عبده به. 

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا 

 

   t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى