نون والقلم

محمد يوسف يكتب: من «الرفس» إلى «الردح» 

سهرنا حتى وقت متأخر مع مباريات كرة القدم، وسنصحو مع الفجر ولن نعاود النوم بضع ساعات بعد الصلاة، فنحن على موعد مع «يوم الردح العظيم»! 

 الكرة مشكلة أبدية، مثلها مثل قضية فلسطين، قد تيأس منها، وتدّعي في لحظة غضب بأنك ستقطع علاقتك بها، فلا تشاهد مباريات منتخب بلادك، ولا تتابع أخبار فريقك المفضل، وتمسح أسماء اللاعبين من ذاكرتك، وتخلق حججاً كثيرة حتى تقنع نفسك بمخاصمة «ريموت» التلفزيون، حفاظاً على أعصابك وضغط دمك، وحماية لشرايينك. 

وإذا ازداد نبض عرق «حب الاستطلاع» ستسأل بنبرة غير المهتم عن النتيجة، فإذا قيل لك إن منتخبك فاز في تصفيات كأس العالم، انفتحت كل قنوات الحب والولاء، وتعود إلى سابق عهدك، وتلغي قرار التحفظ على رغبة المشاهدة المباشرة للنقل التلفزيوني! 

أما السياسة فهي شيء آخر، هي داء يسري في الدم، منذ سنوات طويلة، عندما اخُترع «راديو» صغير مع انتشار المحطات الإذاعية أواخر الستينيات، فكان يتحرك معنا، ويطلعنا على آخر الأحداث العربية والعالمية، أحداث نعرف بعضها ونجهل أغلبها، وقد تعلمنا الكثير من «الترانزيستر»، والعالم كله في ذلك الوقت كان يغلي، ويستحق المتابعة، وبعدها جاء التلفزيون. 

وبدأ البث المباشر، وارتبطنا أكثر من السابق بكل تفاصيل الأحداث، حتى اعتدنا على تغيير «الساعة البيولوجية» التي أعجزناها! 

وفي الخامسة فجراً، فجر هذا اليوم، ستكون مناظرة ترامب وهاريس على الهواء مباشرة، وهذا حدث يستحق ودون تردد أن يشاهد خلال البث الحي وليس تسجيلاً أو وصفاً، وستكون «صباحية» تاريخية. 

فالمرشحان المتنافسان على رئاسة الدولة الأقوى والأغنى والأكبر عالمياً سيقدمان فاصلاً أتوقع أن يكون حديث الناس، خاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، طوال 55 يوماً هي المتبقية على يوم الحسم، فالمرشح الأول يتبع أسلوباً لم نشهده من قبل، وهو السخرية من خصمه، والمرشحة الثانية نصحت كما قيل باتباع أسلوب مخالف، وهو «نشر الفرح»، وقد فهمت الكلمة بشكل خاطئ، وطبقتها بشكل كارثي! 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

   t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى