انتقل الدمار إلى الضفة الغربية، عزلت مخيماتها، وتعالت الأصوات العنصرية مطالبة بتهجير سكانها.
إسرائيل لا تجد أمامها من «يلجم» متطرفيها، لا أحد، كلهم في هذا العالم الشاسع يتحلى بأقصى درجات الجبن، ومن لا يردع قولاً أو فعلاً يخرج عن نطاق السيطرة، مثل الطفل المدلل الذي لا تصحح له تصرفاته الخاطئة، هو يعتقد أنه يفعل الصواب.
منذ بداية حرب غزة في أكتوبر، تلك الحرب التي بررها قادة الدول الكبرى بحجة الرد على «مغامرة مشعل المدروسة» حسب حساباته هو وتنظيمه، لم تسلم الضفة الغربية من الممارسات العدوانية، سواء من قوات الأمن التي يقودها المنفلت بن غفير، أو من المستوطنين والمسلحين بموافقة الحكومة الإسرائيلية، وتم أسر أكثر من ثلاثة آلاف شاب دون تهم، ودون مبررات.
فإسرائيل لا يسألها أحد عن مبرراتها، وقتل المئات في عمليات تصفية منظمة وممنهجة، وهدمت بيوت، واقتلعت أشجار زيتون، وصودرت أراضيها، وعندما تحرك البعض خجلاً من صمتهم المريب قيل لهم إنها ضربات استباقية، وكان رد الفعل الغربي هو التفكير في وضع ثلاثة أو أربعة من المستوطنين على قوائم عدم دخول بلادهم!
وفي «رام الله» سكتت السلطة الرسمية، وكأنها لا ترى ولا تسمع، وانشغلت بما ستحصل عليه بعد الانتهاء من غزة، حتى وصلت الاعتقالات والاغتيالات إلى أبوابها، ولم نر قادة السلطة يتفقدون المناطق المنكوبة في الضفة، ولم تتحرك البعثات الدبلوماسية في المحافل الدولية، وعندما تحدث رئيس السلطة أطلق «فقاعة» ذهابه ومساعديه إلى غزة ومنها إلى القدس بمساعدة مجلس الأمن الدولي!
الصمت هو الذي جعل المجرم يتمادى، صمت من يمثل الشعب الفلسطيني، وصمت الدول المساندة لإسرائيل، تلك التي تسمى بالدول الكبرى، حتى وصل الأمر بأن يطالب رئيس الدبلوماسية الإسرائيلية بتهجير سكان «جنين» و«طولكرم»، ولم تنتبه الأمم المتحدة لما يحدث هناك، ومجلس أمنها لا يشغل نفسه بمناقشات وخطابات يكتمها «الفيتو»!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية