لقد قال «عنترة بن شداد» الذي يعرفه الجميع بسبب قصة حبه لبنت عمه «عبلة» بيت شعر بعيداً عن الحب والسُّهد يعبر فيه عن خلاصة تجاربه سواء ما عناه من قبيلته أو أثناء وجوده لدى «النعمان بن المنذر» الذي أكرمه واعادة إلى أهله بما ابتغاه، فيقول: «إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها.. عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ».
والشاعر خاصة في الشعر الجاهلي كثيراً ما يستعمل المجاز الحيواني لبيان الصفة التي يقصدها، لبيان الأشخاص الذين يقصدهم.
وكان لعنترة مجاز هنا هو الأفعى، صاحبة الجلد اللطيف الناعم الملمس، فهناك دائماً قوم يحملون تلك الصفات مثل الأفعى يغُرك ملمسها الناعم اللين، وقد تطمئن إليها وتعتقد أن هؤلاء القوم قوم طيبين يحبون لك الخير أو على الأقل مشاركتك في الخير الذي لديك أو لديهم.
وفي الحقيقة تتغلب عليهم صفات الأفعى إذا رأت لك نجاحاً أو نمواً أو بروز، فإنها تتربص بك وتدس الفتن والعداوات بمكر وذكاء الأفعى، وتتأكد أن سمها قد نفذ في عملك ونجاحك لتقف من دون حراك، فهؤلاء طبعهم الغدر، لا يفلت منهم إلا من احتاط منهم بعد أن يعرفهم، حتى لا يذوق منهم السم.
لا تُصدق كل لين أو ناعم لأنه قد يكون كالأفعى، احترس واقترب ببطء حتى يكون لديك فرصة للتراجع، لأنهم أصبحوا حولنا بكثرة.
لم نقصد أحداً!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية