المشاورة من الأمور التي تحمي كل مسؤول من براثن الحاقدين عليه، وهناك فرق كبير بين المشاورة والمشاركة، فالمشاركة هي اعتقاد خاطئ عند البعض من أن حقهم مشاركة المدير أو المسؤول في اتخاذ كافة القرارات، فإذا وافقوا أصدره وإذا لم يوافقوا عليه امتنع من أخذ القرار، حتى لو كان المسؤول قد جاء بالاختيار.
فإن هذا الأسلوب «الإدارة بالمشاركة» يعطل العملية الإدارية برمتها، فهذا لا يعنى تهميش الناس الذين يعملون معه في المكان، فإذا رأى المدير أنه في حاجة إلى المشاورة وليس المشاركة فعليه أن يلجأ إليها مباشرة بدون خوف أو خشى، فالمشاورة من الأمور المحببة شرعًا للجميع، عملًا لقوله تعالى في سورة آل عمران «وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ» إذًا التشاور في هو أعلى درجات الإجادة، وحُسن الإدارة أن يسمع المسؤول آراء العديد ممن يُحيطون به، فإذا جاء أحدهم أمرًا يجده المسؤول جيد فهذا يزيد منه ولا يُقلل منه.
فالمشاورة مطلوبة عند الطلب وليست واجبًا حتميًا على المسؤول، ولكنها في ذات الوقت تحميه من أصحاب القوى القادرين على استفزاز الناس البسطاء ضد أي قرار صادر منك حتى لو كان هذا القرار لصالحهم، بذلك يكون التشاور أيها المسؤول معك وليس عليك.
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية