من الواضح أن أوكرانيا ذاهبة إلى المجهول، بضع طائرات «إف 16» ودبابات وصواريخ متطورة دفعت الرئيس زيلينسكي إلى التحرك، وبكل حماس، نحو الأراضي الروسية، واحتل بلدة صغيرة!
وبعد ذلك بعد أن «تذهب السكرة وتأتي الفكرة»، ماذا سيكون هدف الرئيس الأوكراني؟
هل سيتقدم إلى الأمام لاحتلال المزيد من الأراضي الروسية؟
وإذا دفعته المغريات الغربية إلى فعل ذلك، وأخذ القرى والمدن القريبة من الحدود، فهل سيواصل هجومه ويجتاح روسيا؟
ذلك عمل بحاجة إلى جيش جبار، وسلاح لا ينضب، واقتصاد لا يهتز، ولا يعيش على المنح والعطاءات، فهذه روسيا، هي التي يحاربها، بقوتها وما تملك من سلاح، ونوع ذلك السلاح، وهي من وجهت لجيوش هتلر الضربة الأولى التي مزقت أوصالها، وحطمت معنوياتها، ثم تبعتها، ولم تتوقف إلا في برلين، وهي من حذرت عدة مرات بأن سلاحها النووي سيكون حاضراً في الصراع مع أوكرانيا إذا قلبت الأسلحة الغربية الموازين!
يتردد في «وشوشات» أهل السياسة بأن الهدف من الهجوم الأوكراني هو إجبار روسيا على التفاوض، وتخفيف شروطها، وقد أخطأ من قال ومن سمع وصدق، فالروس لن يذهبوا إلى المفاوضات وهم في موقف ضعيف كما يظن الغرب، وكما يعتقد زيلينسكي، ومن يعرف بوتين جيداً لا يتوقع ذلك أبداً، لأنه لا يخضع للابتزاز والضغط، ولا يخشى من اندفاع لم تحسب عواقبه، فمن يدخل الأرض الروسية يصبح تحت رحمة الروس.
هذا التطور في الحرب التي أرادها البعض، وأجبر عليها البعض الآخر، لن ينتفع منه غير المحرضين، من قدموا أوكرانيا إلى خط المواجهة مع ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم، ويحاولون بشتى الطرق إطالة أمد الصدام غير المتكافئ، مرة بالمال، ومرات بالسلاح، بهدف استنزاف روسيا، وللأسف، شعب أوكرانيا هو الذي يدفع الثمن، والرئيس ما زال ينصت إلى من يدفعونه مع بلاده إلى مصير مجهول.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية