صور تقشعر لها الأبدان، ويخجل منها كل من يحمل صفة الإنسان، ليست مركبة، وليست آتية من الأعداء، وليست دعاية من طرف ضد الطرف الآخر، بل هي فعل ثابت بثبات شبكة المراقبة الإسرائيلية في «غوانتنامو إسرائيل»، ذلك السجن المخفي بين الكثبان الرملية في صحراء النقب، كشفته قناة تلفزيونية إسرائيلية، لا يمكن أن يشاهده أو يسمع تفاصيله من يملك ذرة من الأخلاق المترسبة في النفس البشرية.
حوالي 100 مجرم يلبسون زياً عسكرياً، ويحملون دروعاً وعِصياً كهربائية، وينتمون إلى جيش الدولة، التي يصر الغرب على أنها ديمقراطية، اختاروا وبشكل عشوائي سجيناً لا يعرف ما هي تهمته حتى الآن، وتقول تقاريرهم المنشورة في صحفهم إنه ليس عضواً في حماس، ولم يشارك في هجوم السابع من أكتوبر، ولم يقبض عليه في معركة ضد الغزاة.
ولكنه رقم يضاف إلى الأعداد المكدسة في السجون، ليكون ضمن صفقة التبادل، وتناوبوا عليه بالضرب المبرح، ثم «عاثوا فساداً» في كل جزء من جسده، وقتلت كل القواعد الأخلاقية في زاوية من زوايا قاعة العرض، وغطوا فعلتهم بصف من المجرمين الحاملين للدروع العسكرية لمنع «الكاميرات» من تسجيل خستهم، وكشفتهم الفحوص الطبية التي أجريت للأسير، كشفت همجيتهم، وكشفت حقدهم، وفضحت ديمقراطيتهم.
هذه حالة من آلاف الحالات، وهذا أسلوب معتمد في الجيش الإسرائيلي، وقد سبق أن نشرت صور للأسرى في ساحات غزة المدمرة وهم شبه عراة، و«الخافي أعظم».
فمن أدان هذا الفعل الشائن؟
ومن خرج من قادة أمريكا وأوروبا ليعلن أسفه على الكرامة الإنسانية المهدرة في الدولة المدللة؟
لا أحد، لأنهم شركاء، أباحوا الممنوع والمحرم والمجرم في السجون السرية، ومن يُرد أن يتأكد فليعد إلى الوراء 20 عاماً، إلى سجن «أبو غريب» في العراق، وسيعرف لماذا يتغاضى الأستاذ ولا يوبخ تلميذه!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية