قال الملك يا «بيدبا» لقد علمت أنه لا يستطيع أحد يقدم لأحد ضراً أو نفعاً، ولا شيء أي ما كان صغيراً أو كبيراً يصيب أحد إلا بقدر مقدور، ما من شيء من المخلوقات إلا إلى فناء وليس لأحد ذنب، فلا يجب أن يأخذنا أحد بالمقادير في كل شيء منه وإليه.
فقال الفيلسوف: نعم صحيح فكل شيء نصيب وقدر، ولكن لا يمنع من توخى الحذر والاحتراس من الشيء الذي نخاف منه، وفي هذه اللحظة تنبه الفيلسوف أنه يُخاطب الملك فقال: سيدي أعلم أنك تحدثني بغير ما في نفسك، وأن كل ذلك بقدر في هذه الحالة سوف أكون من خير الذين تثق فيهم، ولكن العاقل يا مولاي لا يغتر بسكوت الحقد الكامن.
فإذا لم يجدوا تحرك للأحوال يصبحون مثل الجمر المكنون الذي لا يجد حطباً ويتطلع إلى النار، فإذا وجد علقة استعار النار فلا تطفئه ماء، ولا كلام ولا لين ولا رفق ولا خضوع.
ثم قام الفيلسوف وودع الملك وذهب ورفض أن يقول للناس خلاف ما يعيشون، ومازال الملك يبحث عنه لأنه الإنسان الوحيد الذي لم ينافقه وسط زحام المنافقين الذين يُعرضون حكم الملك للخطر.
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية