نون والقلم

محمد يوسف يكتب: الفاشلون في باريس 

غابت الرياضة عن الدورة الأولمبية، خمسة أيام مرت ومازال العالم يتحدث عن حفل الافتتاح، وحتى هذه اللحظة لم نسمع أحداً يتحدث عن الميداليات الذهبية والفضية والبرونزية، ونلتفت إلى أنفسنا فنجد سداً قد بني تعمداً بين الهدف الذي تقام من أجله هذه المنافسات، والنتيجة المخيبة للآمال، وما أحدثته من صدمة شملت العالم بكل أطيافه. 

يقولون إنهم علمانيون، دساتيرهم تكفل لهم حرية التعبير والاعتقاد، ويتجاهلون حدود حرياتهم، فهي لم تكن أبداً مطلقة، ولن تكون، هي مقيدة بالآخرين، من لهم نظرة مخالفة، عليهم أن يحترموها ويقدروها، فما يؤمنون به من شذوذ فكري وثقافي وجنسي محله مجالسهم الخاصة أو داخل غرف نومهم وصالات منازلهم، فإذا ظهروا إلى العلن، وخاطبوا المجتمع، عليهم أن يراعوا مشاعر غيرهم والأعراف التي تستند عليها مجتمعاتهم، وغير ذلك من سلوك شائن ورذيلة وطعن للمعتقدات وتزوير للحقيقة والتاريخ وراءه مقاصد خبيثة. 

أفعال تقود إلى إثارة الفتن، وزرع الأحقاد، ونشر الكراهية، وما تسفر عنه لا يمكن أن يغيب عن بال أولئك الذين وافقوا على تحويل حدث رياضي عالمي إلى لعبة لفكر مثير للمشاعر البشرية، فهؤلاء يعرفون ما مرت به بلادهم من آثار لحملات الاستفزاز والتطاول على العقائد. 

لقد أفشلت اللجنة المنظمة لأولمبياد باريس الدورة التي كان الشعب الفرنسي يعتقد بأنها ستقدم قيمة مضافة لبلاده، فإذا بها تسحب من رصيده التاريخي، بعد أن أهانت هذا التاريخ، وتغاضت اللجنة الأولمبية الدولية، ولم تنطق حتى الآن وكأن الأمر لا يعنيها، حتى بدأ الداعمون يسحبون دعمهم، والمعلنون يلغون عقودهم، فاضطرت دون كلمة اعتذار واحدة إلى سحب حفل الافتتاح من موقعها الرسمي! 

لقد أهانوا العالم كله، وأهانوا الفرنسيين، وأهانوا الرياضة التي تجمع ولا تفرق، ومثلهم يجب أن يحاسبوا ويعاقبوا، أما المدافعون المتقمصون لليبرالية المخادعة فهؤلاء لا قيمة لهم، لأنهم يزورون حقيقة شهدها الجميع على الهواء مباشرة. 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

       t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى