الحقيقة أكبر من أن يُدركها عقل واحد.. هذه العبارة جاء بها «أبو حيان التوحيدي» الفيلسوف والأديب العربي الذي يُعتبر من أعلام القرن الرابع الهجري.
قال الرجل هذه العبارة الفلسفية، إن الصور التي يراها العقل البشري لا تعدوا أن تكون صورة ظنية تقبل الترجيح فقط، أما اليقين أو الحقيقة يجب أن يراها ويتفق عليها عديد من الناس، وبذلك فعندما يجمع الناس على شيء فهذه هي الحقيقة، فلا يمكن أن يجتمع الناس على أن الخير شر أو العكس.
والغريب في زمننا هذا نجد من يحاول أن يُدخل إلى عقولنا أشياء ليست صحيحة ويقول لنا إنها الحقيقة من أجل أن يَغُم الأمر علينا، ويستطيع من كلف هؤلاء أن يَسلب خيرنا، وإذا اعترضنا على هؤلاء نُتهم بالعداء وعدم إدراك الصورة الصحيحة.
وكما قال في رُباعياته صلاح جاهين «حـدوته عن جعـران وعـن خنفسـه اتقابلـوا حبـوا بعض سـاعة مسـا ولا قال لهـم حـد اختشوا عيب حرام ولا حـد قـال دي عـلاقـة متدنسـة.. عـجبي»!!
هؤلاء الذين يخفون عنا الصورة الحقيقية لما نحن فيه ويحاولون تزييفها في عقولنا ويتصورون أنهم نجحوا فيما يفعلونه، بالضبط مثل تلك الجعران والخنفسة التي علاقتهم مدنسة لا خير فيها، لأن الناس كما قال «أبو حيان التوحيدي» نحن نرى مع بعض الصورة التي نتفق عليها فهذه هي الحقيقية.
لم نقصد أحدًا !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية