بالأمس عام جديد في عمر الإنسان انتهى واليوم بداية عام جديد.. الأيام تمر سريعا والسنوات أصبحت أسرع في سجل الذكريات، بكل أحداثها المفرحة والمحزنة.. بكل تفاصيله الجميلة والمملة، بكل الأحداث التي تصنعها أنت أو يفرضها عليك غيرك وفي كلتا الحالتين عليك أن تتعامل معها وتصنيفها وترتيبها وتجعل منها أولوياتك.. عام في عمر الإنسان قد يكون الأخير في حياته أو يكون استكمال لأعوام مضت تتزود فيه بخبرات جديدة.
الإنسان في حياته يرى ويسمع ويتعلم من تجاربه ومن تجارب الآخرين يقف في كل مرحله يقيم ما سبق فيها وهل ندم على تصرف ما.. هل تسبب في إيذاء أحد.. هل ساهم في إضافة شيء جيد للآخرين.. هل يرضى ضميره في عمله وفي علاقاته مع الآخرين أسئلة يطرحها الإنسان في كل عام ينتهي ويأتي عام جديد.
الإنسان ما هو إلا مجموعة من التجارب والخبرات الناتجة عن مواقف سواء في عمله أو حياته الشخصية أو في علاقاته مع الآخرين.. ونتيجة هذه الخبرات تكون قيمته ورضا نفسه على ما قام به قبل رضا الآخرين عليه، وتكون قيمته في عيون من حوله من أصدقاء وأقرباء وزملاء في العمل وكل من عرفهم وهم بالآلاف طوال مسيرته الطويلة.
ففي كل يوم يتخذ الإنسان موقف من قضية معينة، فإن كانت هذه القضية مبنية على معلومات حقيقيه يكون موقفه سليما وأن كان مبنى على الظنون والشكوك والأحلام فالموقف دائما خطأ مهم حاول الدفاع عنه، ويندم عليه فور اكتشافه الحقيقة.
وفى حياة الإنسان تمر أمامه مئات الآلاف من المعلومات التي تكون موقفه من قضايا الحياة العامة ومن قضاياه الخاصة وبالتالي تتكون الشخصية التي ينظر إليها الناس إما أن تكون حكيما في آرائك لأنها مبنية على معلومات وخبرات وتجارب وإما أن تكون أهوج لا يسمع لك رأي في أي قضية.
الإنسان له هدف يسعى لتحقيقه منذ أن يعي هذه الحياة وفي مثل هذه الأيام يسأل نفسه هل حقق الهدف الذي هو طموحه أم لا وهل حققه بطريقة سليمة دون الطعن في الآخرين أو الوصول إليه على جثثهم أو بالتملق والنفاق أم وصل إليه بخبرات حقيقية وعمل إنجازات على الأرض تؤهله ليحقق طموحه حتى وإن كنا في زمن النفاق والرياء وأهل الثقة هم المتصدرون دائما للمشهد رغم قلة خبراتهم لكنهم لا يعرفون إلا كلمة حاضر ونعم أما أهل الخبرة الحقيقيون فهم مستبعدون دائما.
الإنسان بداية ونهاية وبينهما أعمال قام بها رضى عنها أم لم يرض فلا يبقى إلا الذكرى التي يتركها للناس من بعده وإلى أهله فهي الباقية في سجله الدنيوي أما سجله بين يدي الله فما نتمنى أن نكون جميعا من أهل اليمين الذين يؤتون كتابهم بيمينهم وكل عام وحضراتكم بخير.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية