نون والقلم

د. عادل رضا يكتب: طوفان الأقصى.. قراءة سريعة في «دقات الجرس»؟! 

ان الحدث الفلسطيني هو سيد الساحة الإعلامية وتحت رادار المتابعة الدقيقة وخاصة ان انفجار طوفان الأقصى والانتصار العربي الساحق الذي صنعته المقاومة الفلسطينية قد جاء ضمن لحظة انقلاب عالمي متوقع لعالم متعدد الأقطاب، ماذا هناك لنقرأه في هذه الأيام؟ 

ليس هناك تغيير في السياسة الامريكية، ولن يكون هناك حالة دراما عاطفية مرتبطة في منع المذابح ضد العرب في أي مكان، فالكل هناك فيما يتعلق في الكيان الصهيوني هم «واحد» وكلهم مؤيدين له، والكل متفق على القضاء على المقاومة الفلسطينية، طبعا هذا كله ضمن واقع عربي «بائس» «مسكين» «مستكين» «مهزوم» «منهار» «خارج التاريخ» «متأثر» وغير مؤثر، ملعوب به وليس لاعب. 

مع التأكيد والإشارة على وجود مقاومات عربية في فلسطين ولبنان واليمن وسوريا والعراق، ان هؤلاء يتحركون «إيجابيا» مع وصول صواريخهم ومسيراتهم الى مدينة تل الربيع الفلسطينية المحتلة صهيونيا تحت اسم مزور مستحدث وهو «تل ابيب» وهذه المسألة خطيرة على المستوى الاستراتيجي عند الصهاينة، وأيضا هذه المسألة تهزهم نفسيا ومعنويا. 

على الرغم من الدمار و القتل و الذبح العنصري على الهوية العربية الذي يقوم به الصهاينة و المذابح الجماعية، الا ان على الأقل هناك صمود و نجاح عند هذه المقاومات العربية في فتح اكثر من جبهة جغرافية ضد الكيان الصهيوني، حيث أصبحت صواريخ هذه المقاومات العربية تصل الى عمق هذا الكيان السرطاني داخل كل تفاصيل الواقع الصهيوني، وعلينا هنا ان نتخيل مسيرات «اليمن السعيد» وهي تخترق أجواء الصهاينة وتضربهم في «قلب» موقع التحكم والإدارة والسيطرة عندهم في مدينة تل الربيع الفلسطينية المحتلة، بعد ان قطعت مسافة وطارت لأكثر من الفان كيلومتر، حيث لم يجد الصهاينة تبريرا لفشلهم العسكري الا القول بأنهم كانوا نائمين؟! في هذا الوقت؟! مع ان العالم يعرف ويدرك ان الصهاينة بما يختص في الامن والعسكر «لا» ينامون. 

لذلك نقول ان المسيرات اليمنية «السعيدة» وهي تقصف «عمق» الكيان الصهيوني هي دقة جرس أخرى تعلن بداية النهاية لتواجد الغرباء والأجانب على ارض دولة فلسطين العربية المحتلة، كما كان الانتصار العربي في معركة طوفان الأقصى «دقة جرس»، وبلا شك ان الجرس سيستمر في العزف وإطلاق النغمات الى ان يتم طرد الأجانب الغرباء من ارضنا العربية المحتلة في فلسطين والجولان السوري وأراضي لبنان العزيز. 

طبعا نحن وكل العالم أصبح يعيش قناعة ان في الجهة الجغرافية الأخرى من الصراع العربي الصهيوني، هناك الجمهورية الإسلامية المقامة على ارض إيران، حيث ضمن سياستها القومية المصلحية الحالية و «لا» أقول «إسلامية» و«لا» أقول سياسة ملتزمة بـ«المدرسة المعرفية الثقافية للمرحوم الامام الخميني» و”لا” أقول سياسة ملتزمة بـ«الانقلابية الثورية الإسلامية» بل اشدد وأؤكد على القول “ضمن سياساتها المصلحية القومية” انها “لا” تريد توسيع المعركة العسكرية لمديات أكبر. 

لأن نجاح المسيرات والصواريخ في ضرب الكيان الصهيوني يكفيهم لكي يحصلوا كما يتمنون وينشدون ويخططون على “كرسي” أفضل في طاولة المفاوضات مع الحلف الطاغوتي الربوي العالمي وهذه المسألة يحلم بها الإيرانيون و “لا” أقول الإسلاميون ؟! لكي يحصلوا على مكاسب “قومية” خاصة في ضمان بقاء المنظومة الحاكمة داخل إيران في الحكم و السيطرة و التحكم , مع إعادة أموالهم “المليارية” المنهوبة من الغرب , و الاعتراف بهم ك “امبراطورية إقليمية” ممتدة في الواقع العربي , ضمن اتفاق استخباراتي و علني يقسم النفوذ في المنطقة إقليميا , يظل فيه الصهاينة و كيانهم في المقابل ضمن حالة ستاتيكو بين الإيرانيون و بينهم , ضمن حدود النفوذ السياسي و الأمني و الاستخباراتي و الاقتصادي و العسكري التي تريده الجمهورية الإسلامية و الكيان الصهيوني و باقي منظومة دول الحلف الطاغوتي الربوي العالمي و هي مسألة كررناها و شرحناها في اكثر من موقع و مناسبة. 

طبعا هناك سبب اخر وهي ان الجمهورية الإسلامية “لا” تريد للولايات المتحدة الامريكية ان تتدخل “مباشرة” مع الاوربيين، لذلك “الجمهورية الإسلامية” تكتفى في “المناوشات” كما هو حاصل في الموقع الجغرافي اللبناني. 

طبعا علينا الإشارة الى ان المعطيات و الأدلة تتزايد و تتراكم التي تدل ان اليمن “السعيد” يحارب جديا و هو دخل المعركة العسكرية بدون الالتفاف لحسابات دول قومية أخرى و “لا” يهمهم الا أداء تكليفهم الشرعي و واجبهم القومي العربي , مع اني اريد ان اعيد التأكيد على اني “لا” استوعب الواقع اليمني الداخلي و”لا” تعقيداته الكثيرة المتداخلة و المتشابكة , ولكن تاريخيا الكل يعرف ان الوضع اليمني “شرس” كحالة” قتالية و هم اتعبوا كل من حاربهم على مدى التاريخ , و هم ليسوا شعب عربي “بسيط” , و هم من الصعوبة ان يتم حكمهم و السيطرة عليهم , ناهيك انهم يتبعون حاليا أسلوب “حرب الغوار” المختلف عن الحرب النظامية. 

في كل الأحوال هناك “اهتزاز” متواصل وضرب مستمر للكيان الصهيوني مع قصف يافا وحيفا، وعلينا هنا ان نقارن الماضي العربي القديم مع حاضرنا الحالي حيث في السابق من كان يجرؤا ان يضرب الكيان الصهيوني عسكريا؟ 

ومن كان يستطيع الوصول الى عمقهم ومن كانت لديه القدرة على ذلك؟ على العكس من الواقع الحالي حيث الضرب العسكري ضدهم في الأطراف والعمق أصبح روتينيا من المقاومات العربية المختلفة. 

  طبيب استشاري باطنية وغدد صماء وسكري 

كاتب كويتي في الشؤون العربية والاسلامية 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

     t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى