اجمع الباحثون على أن أول حضارة كانت على أرض مصر وأن هناك تواجد ما للأنبياء والرسل على أرضها آدم وابنه شيث وسيدنا إدريس ثم الخليل إبراهيم ويعقوب ويوسف، «عزيز مصر» وزير المالية ورئيس الوزراء.. وموسى عليه السلام.
والغريب في الأمر أنه لا توجد أي همزة وصل بين تواجد هؤلاء الرسل وبين العصر الفرعوني الذي تواجدوا فيه.. حتى في عهد سيدنا موسى وقد بدأ العلماء يخطون بالقلم البرديات والنقوش على المعابد.
وقد أورد جيمس هنري بريستد في كتابه الفريد «فجر الضمير» ما يدلل على أن أصل التاريخ كان على أرض كيميت وكل نصوص كتاب الموتى وما نقش على حجر رشيد أدلة دامغة على أن بدء الحضارة كانت هنا.
وفي كهنوت خمون «الاشمونيين» نص أنه نتيجة لفيضان النيل تجلى الإله نون فوق التل الأزلي الذي ظهر بعد انحسار الفيضان وأحيطت هذه المدينة بسور حول بحيرة المياه التي عرفت ببحيرة السكينتين وتتوسطها الجزيرة التي تجلى عليها الإله نون حيث أمر بتشكيل «اتوم» أو آدم ونفخ فيها فصارت الروح وتوالت المخلوقات.
والذي يقرأ كهنوت خمون يلحظ تشابها واضحا عن بدء الخليقة الوارد في الأديان السماوية… ولكن السؤال الأكثر عمقا هل كانت بداية الخلف على الأرض هنا أم بدايته بوجود بشر آخرين في قارة أتلنتس المختفية، أم في الهند أو الجزيرة العربية مثلا في عدن أو في جبل عرفات وهو المكان الذي قيل إن آدم التقي فيه بحواء أم البشر؟.
ولأن قصة الخلق كانت مدونة على أكثر من ثلاثمائة من التماثيل في المعابد والتي دمرها الغزو الفارسي 525 ق.م على مدين «أون» وهي مدينة المائة مسلة والتي لم يبقى منها إلا اثنان واحدة في المطرية «سونسرت» والأخرى أهداها محمد علي إلى إنجلترا.
واكتملت المأساة بحرق مكتبة الإسكندرية والتي احتوت على أكثر من نصف مليون كتاب ومخطوطة على يد البطالمة وإن كان البعض أتهم عمرو ابن العاص بحرقها، ولكن الفاصل الزمني الكبير يكذب هذه الرواية.
ولا شك أن روايات العبرانيين وتحريف ما جاء حتى في التوراة من أن قصة سيدنا إبراهيم كانت والفداء مع إسحق وليس سيدنا إسماعيل مع أن الأخير مولود قبله بثلاثة عشر عاما.
ويؤكد الباحث سعد العدل أن سيدنا إبراهيم نفسه قد ولد في مصر وليس في بلاد ما بين النهرين كرواية التوارة المحرفة وأن والده كان صانعا للتماثيل وأنه لم يثبت أنه كان هناك ملكا يسمى النمرود في أرض العراق وأنه أغلب الظن أنه امنحوتب الثالث «نب ماعت رع» وأن مولد الخليل كان ما بين 1700 إلى 2200 ق.م وآخرون قالوا إنه ولد قبل احتلال الهكسوس لمصر ولأن حضارة ما بين النهرين لم تبدأ إلا 1560 ق.م تكون الرواية الأصح أنه ولد في مصر.
ويذكر أن معبد طيبة كان يعج بالتماثيل ورواده المتعبدين وبلغ طول أحدهم عشرون مترا وعندما قام إبراهيم بتحطيم التماثيل ترك كبيرهم ووضع الفأس على كتفه.
ويشار إليه بامنحوتب الرابع ولأن الإله آمون كان راضيا عنه لذلك لقبه بـ«أخ أن أتون» أي أنه أصبح خليل الرب… ويرجع هذا الربط إلى أن سيدنا إبراهيم هو حامل رسالة التوحيد وكذلك اخناتون ويمتد الربط إلى سيدنا إسماعيل ابن خليل الله وتوت عنخ أمون ابن اخناتون هذا ما اجتهد في تفسيره الباحث سعد العدل.
والمتأمل لقصة الإحراق كما يقول الباحث والكاتب محمود الشامي أن تدمير وحرق مدينة «أخت أتون» أي تل العمارنة والتي أوى إليها اخناتون بعد هدم تماثيل طيبة هو بقصد إخفاء المتون والمعالم والأثار التي تثبت أن اخناتون نبي وصاحب رسالة وقد حضرت والدته الملكة تي إلى أخت أتون من طيبة وأمنت برسالته واستشاط غضبا زوجها امنحوتب الثالث أو النمرود وكذلك كهنة المعبد واستطاعوا تحريض حور محب قائد الجيش لحرق مدينة أخت أتون «تل العمارنة1» كما ورد في بردية «ايبوور» الموجودة في متخف لايدن بهولندا.
قصة حضارة مدينة الموحدين للإله الواحد وقصة إحراق المدينة وخروج اخناتون 1384 ق.م ورهط من اتباعه نحو الشمال الى مدينة أون هليوبلس ثم طريق حورس الحربي إلى سيناء كما كان مدونا على «حجر العريش» ولنا جولة أخرى إن شاء الله.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية