بداية مبشرة من عدد من المحافظين الجدد.. بداية نتمنى ألا تكون «شدة غربال».. ونتمنى أن تستمر ويحذو حذوهم باقي المحافظين والوزراء.
هذه البادرة الجيدة تمثلت في عقد عدد من المحافظين لقاءات مع مراسلي الصحف والمواقع الإلكترونية ومراسلي القنوات التلفزيونية في بداية عهدهم.. وما تابعته من هذه اللقاءات أنها كانت للتعارف ثم وضع آليه للعمل وبعضهم طلب أن تكون الصحافة عينيه التي تكشف له السلبيات في محافظته.
هذا التوجه من المحافظين أمر محمود تبعه مشاركة وزيرة البيئة ووزير الشؤون البرلمانية في الاحتفال بيوم الصحفي يوم الثلاثاء الماضي وشاركا في تكريم الزملاء الفائزين بجوائز النقابة وهو أمر جيد يجب أن نعززه بأن نعيد الحوارات التي كانت تدور بين الوزراء والصحفيين في مقر النقابة والإجابة على الأسئلة المطروحة على الساحة والقضايا الشائكة والأهم الرد على الشائعات.
هذا التوجه يساعد الحكومة وكل صاحب قرار لأن الصحافة والإعلام مرآة المجتمع تنقل السلبيات قبل الإيجابيات لأن الأصل في العمل هو الإيجابي والاستثناء هو السلبي وبالتالي دور الصحافة هنا تنبيه صاحب القرار إلى هذه السلبيات حتى يعالجها.
الصحافة والإعلام الحر والمتعدد وهنا أقصد المتعدد الأصوات أي يمثل كل فئات المجتمع مؤيدين ومعارضين هم سلاح في يد الحكومة لمواجهة أي محاولة لعرقلة خطط التنمية والإصلاح، وهم خط الدفاع الأول للمجتمع في مواجه المحتكرين والفاسدين وأنصار أصحاب الرأي الواحد ورافضي وجود أصوات معارضة قوية تحت زعم تعطيل المسيرة ومضيعه للوقت.
وكل دراسات مكافحة الفساد وتقارير الأمم المتحدة وقرارات المؤتمرات الدولية والمنظمات أكدت أن الفساد ينمو ويترعرع في غياب حريه الصحافة وأن ألد أعداء حريه الصحافة والتنوع والتعدد الصحفي هم أباطرة الفساد وحلفائهم من الجماعات الإرهابية وأول خطوة في روشتة الإصلاح في أي بلد هو إطلاق الحريات وعلى رأسها حريه الصحافة والإعلام.
الخطوة التي أقدم عليها الدكتور مصطفي مدبولي بعقد مؤتمر صحفي أسبوعي مع ممثلي وسائل الإعلام التلفزيوني يجب أن يمتد إلى المراسلين الأجانب الموجدين في مصر لأن سياسة المصارحة والمكاشفة مع الشعب والعالم هي عنصر أساسي في تقوية الثقة في الحكومة بل في أجهزة الدولة المختلفة.
ولا يبقى إلا أن ندعم هذا التوجه بإصدار قانون ديمقراطي لحرية تداول المعلومات وآخر لمنع تضارب المصالح وأن يتم إعادة النظر في المتحدثين الرسميين للوزارات المختلفة أو أن يعاد تدريبهم وأفهامهم أدوارهم وطبيعة عملهم، ولا يعمل المتحدث الرسمي إلا هذه الوظيفة فقط التي تقتضي منه التواصل مع وسائل الإعلام والصحافة على مدار اليوم لكن يكون متحدثا إعلاميا ولديه 20 منصب آخر هو امر من قبيل الشكل فقط.
نتمنى أن يستمر هذا التوجه لدي المحافظين والوزراء وان تكون هناك لقاءات على الأقل شهريه مع الصحفيين والإعلاميين للرد على أي أسئلة أو تلقي أي ملاحظات سلبية لأن هذا اللقاء سوف يفك حالة العزلة التي يدخل فيها المسئولين بفعل لوبيات الفساد أو أصحاب عبارة «كله تمام يا فندم ».
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية