عندما يميل ميزان العدالة لا تطلب حقاً أو تحتج على ظلم. من يموتون في ساحات مدارس غزة ليسوا ضحايا حرب، هم بعيدون عن مناطق الاشتباك، لاجئون، هدمت بيوتهم وشردوا من مناطقهم، وقيل لهم إن المدرسة مثل المستشفى محرمة، وأمنهم مضمون، فكذبهم نتانياهو، الذي لا يخشى اللوم من الرؤوس التي تنكس أمامه.
ولا يجرؤ أحد من الكبار على وقفه عند حده، وهو وجيشه وقادته ووزراؤه وحاخاماته مجرمو حرب، رضيت الولايات المتحدة المنحازة والشريكة الفاعلة أم لم ترض، وأدانت أوروبا ما يحدث أم انشغلت ببطولة كرة القدم، ظهر الأمين العام للأمم المتحدة أم ما زال خائفاً من الإنذار، الذي تلقاه من رئيس الوزراء الإسرائيلي بالطرد من منصبه.
بالأمس ضربت مدرسة جديدة في غزة، وهي الثانية خلال أسبوع واحد، وسقط أكثر من 30 قتيلاً، ذهبوا ضحية استهداف مقصود، ولم نسمع أحداً يدين، لجمت ألسنتهم، فهم جبناء عندما يكون الحق جلياً، واضحاً وضوح الشمس، مترددون، وخائفون، لأنهم منافقون، إذا تحدثوا عن الحقوق دافعوا عن حقوقهم هم فقط، وإذا نادوا بالحرية، فالحرية لهم فقط، وإذا رفعوا شعارات العدالة، فالميزان عندهم لا يستوي، ولا ينصف، لأنه ميزان حقد وكراهية.
وقبل الأمس بيوم واحد فقط سقطت قذيفة على مستشفى في أوكرانيا، ولأنهم منحازون هناك قالوا ما لم يقله صاحب الشأن، من بايدن إلى أغلب قادة أوروبا، كلهم أدانوا، وتنادوا لعقد اجتماع طارئ وعاجل لمجلس الأمن، وهم أنفسهم كانوا قد برروا من قبل قصف المستشفيات، وتدمير البنية التحتية للخدمات الصحية في غزة، ميزانهم يقول لهم إن هناك فارقاً كبيراً بين أفعال إسرائيل وأفعال روسيا، ففي الأولى طفل مدلل أخطأ في استخدام ألعابه النارية، وفي الثانية جريمة تخالف القانون الدولي!
انحيازهم، ودعمهم، وقبولهم بالاحتلال والاستبداد والقتل، وتغطيتهم على الباطل، ونكرانهم للحق، كل هذا ستكون له نتائج كارثية على مستقبلهم، في الغرب كله، من هناك في أمريكا العظمى إلى أوروبا المتخاذلة، التي كانت عظمى!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية