دخل العالم مرحلة تغيير شاملة، في الانتخابات أو في المواقف السياسية، تغيير في التأييد وإعادة نظر في السير خلف الحلفاء الكبار، والخاسر الأكبر هي الولايات المتحدة الأمريكية.
ففي السنوات الأخيرة ضعفت الثقة الممنوحة للأمريكان، وبدأ الآخرون ينفرون من تقلبات السياسة وعدم اتزان آخر إدارتين، واختلطت المواقف الشخصية مع واجبات الدولة العظمى وتعهداتها، وسمعت أصوات، ولو كانت خافتة، تعارض ترامب ومن بعده بايدن، وخسر الذين استمروا في ممارسة دور التابع.
آخر الانتخابات تظهر اليمين المتطرف بكل وضوح في الصورة، وتسقط الواجهات الحالية، وكأن شعوباً قد أفاقت لتقول كلمتها الموجعة، وخاصة في أوروبا، وهي التابعة دون تردد للولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ولليمين المتطرف الأوروبي رؤية مخالفة للسياسة المتبعة في الوقت الراهن، ابتداءً من إحداث الفوضى في المناطق الهشة، إلى تدفق ملايين المهاجرين غير الشرعيين على بلادهم، وتحميل شعوبهم التي كادت تفقد هويتها أعباء التخبط الأمريكي وترددها في حسم الأمور.
ولا ينسى أصحاب ذلك التوجه، وأقصد اليمين المتشدد، الحرب السرية التي تستهدف القيم حتى أصبحت «المثلية» و«التحول» من أولويات الأنظمة الأوروبية اقتداءً بالقيادة الأمريكية.
أياً كان الرئيس القادم للولايات المتحدة، ترامب أو بايدن، فإنهما لن يجدا العالم الذي كان في ولايتهما الأولى، فهما وجهان لعملة واحدة، استطاعا أن يجعلا العدو أكثر حدة في عدائه، والصديق متردداً لأنه يتوجس من غياب المصداقية.
فالرئيس الحالي، وفي مواقفه الثلاثة الشهيرة، أثبت أن الاعتماد على الولايات المتحدة محل شك، ومن الواضح أن الاتجاه العالمي أصبح مع تخفيف الاندفاع خلف حليف غير مضمون، ومن يراجع ما حدث في أفغانستان، وما يحدث في أوكرانيا وغزة سيجد الإجابة الشافية التي تحاول أوروبا وغيرها أن تقولها!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية