نون والقلم

فتوح الشاذلي يكتب: ذكريات التعديل الوزاري 

 تستحوذ أخبار التعديل الوزاري على اهتمام المصريين ودائما ما يكون لها صدى واسع ربما يرجع ذلك إلى ارتباط حياتهم اليومية بدولاب العمل الحكومي وتأثرها بأداء الوزراء. 

وكلما كان التعديل شاملا كلما زادت حالة الترقب والاهتمام وهو ما حدث في التعديل الذي تم إعلانه اليوم.  

عاصرت العديد من التعديلات والتغييرات الحكومية على مدار 17 عاما أثناء وجودي داخل المطبخ الحكومي محررا لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد.. وهناك أحداث ووقائع مازالت محفورة في الذاكرة استحضرتها وأنا أتابع التعديل الكبير في التشكيل الحكومي اليوم وأذكر منها موقف طريف مع الدكتور كمال الجنزوري رحمة الله عليه. 

ففي إحدى المرات كانت ارهاصات التعديل الوزاري تخيم على الأداء الحكومي وغالبا ما يتم نفيها بعد نشر بعض الأخبار عنها وتكرر هذا الموقف أكثر من مرة.. وفي كل مرة يتم نشر أخبار حول التعديل والشخصيات المرشحة لدخول الوزارة والخروج منها ثم تبادر الحكومة بنفيها في اليوم التالي وتكرر ذلك أكثر من مرة على مدار ثلاثة أشهر. 

وفي أحد الأيام قابلت الدكتور كمال الجنزوري أثناء خروجه من المكتب وكان معي الصديق العزيز أسامه عبد العزيز مندوب الأهرام في مجلس الوزراء في ذلك الوقت وجدتها فرصة لخبطة صحفية تشترك فيها الوفد والأهرام فقط خاصة أن المعلومات المؤكدة التي حصلت عليها كانت تشير إلى وجود تعديل وزاري وشيك. 

وبالفعل صافحت الدكتور الجنزوري وقلت له سيادة الريس هاسأل حضرتك سؤال وسأبادر أنا أيضا بطرح الإجابة.. السؤال هو هناك أنباء حول تعديل وزاري واسع ووشيك فهل هذا صحيح؟ وإجابة حضرتك ستكون أبدا هذه شائعات لا أساس لها من الصحة.. هنا ابتسم الدكتور الجنزوري وكان بيني وبينه محبة كبيرة لم تتغير على مدار السنين حتى رحل إلى رحاب ربه وترك المحبة راسخة في القلب ورصيد من الذكريات التي لا تنسى.  

ابتسم رئيس الوزراء وقال لي مين قال لك إني هأجاوب على السؤال بهذه الإجابة، أبدا أنا بأقول لك فيه تعديل وزاري واسع وكمان حلف اليمين غدا.. وتركني مبتسما وهو يتوجه إلى السيارة وقال لي أنت أخدت سبق صحفي أهوه..  

الانفراد الصحفي كان – وما يزال- عشقي الأول والأخير ومن أمتع لحظات حياتي.. ذهبت مهرولا إلى الأستاذ سعيد عبد الخالق رحمة الله عليه وكان بمثابة الأب الروحي لي وسلمت له الخبر وتوقعت أن يكون مانشيت الجريدة.. لكنه صدمني ونشره «مانشيت ثاني» وكانت وجهة نظره أن التعديل إذا لم يتم ستكون ضربة موجعة خاصة إذا كان الخبر هو المانشيت الرئيسي. 

وكانت الوفد في هذا التوقيت في المرتبة الثانية في الصحافة المصرية بعد الأهرام مباشرة وكانت الصحافة أيضا هي المصدر الوحيد للخبر.. صدرت الطبعات الأولى من الصحف وانفردت الوفد ومعها الأهرام بالخبر لكن المفاجأة أن المرحوم الأستاذ إبراهيم نافع أخذ الخبر من الزميل أسامة عبد العزيز وأجرى اتصالاته بالرئاسة ونشر الخبر باسمه في المانشيت الرئيسي على 8 أعمدة وعلى مساحة ثلثي الصفحة، وهنا قرر الأستاذ سعيد عبد الخالق عمل غيار سريع ليكون خبر التعديل الوزاري هو المانشيت الرئيسي ليكون واحدا من أجمل الانفرادات الصحفية بالنسبة لي.  

هذه واحده من حكايات التعديل الوزاري.. أما التحليل الخاص بالتعديل الحالي فسنتناولة في المقال القادم ان شاء الله. 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

     t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى