نون والقلم

د. مصطفى محمود يكتب: أمريكا تتحول إلى «حثالة العالم الثالث»

إن مشاهدة آفات الجمهوريين السابقة لـ ترامب مثل جيه دي فانس أو ماركو روبيو وهم يتوددون إليه هو بمثابة تخيل للأحداث التي جرت داخل الكرملين منذ سنوات عديدة. وفي الواقع، خلال سلسلة من الرئاسات الروسية السابقة. وحتى نيكي هيلي تراجعت مؤخراً وقالت إنها ستصوت له. 

 لقد أظهرت مجموعة من كبار الضاربين في وول ستريت ولائهم له – ربما يمنحهم ترامب بعض امتيازات التعدين أو شركة نفط، مثل القلة الصغيرة المناسبة.   

إن القدرة على جعل الناس يصدقون عكس ما يرونه بأعينهم ليست خدعة سياسية جديدة، وحتى النسخة هذه التي تحدد عصر المرآة تم إتقانها من قبل فلاديمير بوتين قبل وقت طويل من قيام ترامب بإنتاج نسخته المقلدة.. ولعل الإنجاز الأكثر أصالة الذي حققه ترامب، لصالحه هو تسخير نظرية المؤامرة، وهي واحدة من أعظم التيارات في العصر. 

لن أتغلب أبدًا على المفارقة الكبيرة المتمثلة في حقيقة أن أصحاب نظرية المؤامرة يحبون هذا الرجل – عندما يجسد ويثبت الكثير من أسوأ مخاوفهم. بأنه قد ترشح ، وربما يترشح مرة أخرى. 

 لقد كان رئيسًا لدولة أخفت وثائق رئيسية، ومن الواضح أنها في بعض حماماته الخاصة . فهو يقوم كل يوم بشن هجوم سياسي زائف من نوع أو آخر. لقد كان ولا يزال متورطًا في عدد من المؤامرات.  

إن مناقشة أهمية إدانة ترامب تسلط الضوء على الخسارة غير العادية للمثل العليا التي عشناها في عقد واحد ومن المستحيل ببساطة أن نتخيل عالما قبل عشرة أعوام، كان أي رئيس يدان بارتكاب 34 جريمة، ومع ذلك يصبح لديه الفرصة الانتخابية.رغم إدانته في المحاكمة المالية بأن الرئيس السابق مذنب، ألا إن أسواق الرهان في فرص ترامب ارتفعت إلى أكثر من 50 % خلال المراحل الأخيرة من المحاكمة.  

في نفس الوقت يحاول ترامب جاهدا تعطيل القضايا الثلاث الأخرى التي يواجهها؟ وللتذكير، فإن تلك الممارسات تنطوي على سوء التعامل مع وثائق سرية، ومحاولة تغيير نتيجة الانتخابات، والتحريض على هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول الأمريكي. 

 وقد ثبت -بالفعل- أنه مسؤول عن الاعتداء الجنسي والتشهير في محاكمة أخرى العام الماضي، وتم عزله مرتين. خذ في الاعتبار الآلاف من القضايا القضائية المتعلقة بالأعمال التجارية… مباشرة بعد صدورالحكم، ظهر ابنه الرجل القوي المروع، دونالد جونيور، ليعلن مرة أخرى أن أمريكا تتحول «إلى حثالة العالم الثالث» أصبح الرئيس الأمريكي السابق مثل قوانين الأسلحة في البلاد- وهو وضع يتسم بالسلبية الموضوعية الصارخة لدرجة أنهم -بصراحة- لا يحتاجون إلى بعض السكان الأصليين الغاضبين ليشرحوا لهم كيف أن الأمر برمته هو في الواقع عادة محلية طموحة.  

والولايات المتحدة هي حاليا الدولة الرائدة في العالم في تصدير الضحكات التي لا تشوبها شائبة. وحتى هؤلاء يموتون في الحلق عندما تضع في اعتبارك أن الديمقراطية الأمريكية الكاملة لم تكن موجودة دائما، بل إن عمرها أقل من 60 عاما… 

وفي النهاية.. «أنا سجين سياسي»، هكذا كانت رسالة  ترامب الفورية لجمع التبرعات لحملته الانتخابية. 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا  

 

   t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

Back to top button