نون والقلم

حسين حلمي يكتب: مهنة من لا مهنة له 

التحليل السياسي أصبح في عالمنا المعاصر للأسف الشديد مهنة من لا مهنة له، فهناك فرق بين التحليل السياسي الذي يعتمد على تنوير العقل من خلال خبراء يستطيعون تحليل الأحداث بناءً على قواعد موضوعية وقوانين إنسانية. 

لذلك يحتاج المحلل السياسي الحصول على الدراسات والإطلاع على العديد من الأحداث المماثلة في الماضي والنتائج المترتبة على تلك الأحداث. 

 إنه لا يقول إنطباع شخصي عن الحدث ولكنه إنما يستشرق مستقبل من خلال فهم الواقع وقدرة على الحصول على المعلومات المتاحة من مصادر موثوق بها أو قريبة من صُناع القرار. 

حتى في هذه الحالة فإن المحلل السياسي لا يصل إلى مرحلة الحزم فيما يقول على المدى الطويل، إنما يقترب من النتائج فقط. 

ولكن ما نراه الآن من المحللين الذين ينتشرون على الشاشات في كافة المجالات يتعاملون مع الأمر بنظرة سطحية من غير قواعد أو قوانين يُقاس عليها الحدث الذي يتناولونه. 

الأمر الذي يفقد المنطق في كلامهم، ونُلاحظ أن معظمهم ناقلين رأي ليس إلا!! فهذا يُمثل جهة ما رسمية أو غير رسمية طُلب منه أن يظهر أمامنا ويُبلغنا بعض المعلومات التي في الغالب غير دقيقة لغرض لا يعلمه إلا الجهة التي تستخدم هذا المحلل، ولأنه «كله عند العرب صابون» كما يقول المثل الذي يُضرب للجاهل الذي لا يُفرق بين شيء وأخر، وكله بالماء يذوب ويجرى إلى المجاري. 

لم نقصد أحد!! 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

   t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى