نون والقلم

محمد يوسف يكتب: آخر الفرص 

لا نعتقد أن بايدن استنتج المقترحات التي أعلنها لإنهاء حرب غزة من «بنات أفكاره»، فهو وإدارته أذكى من ذلك، ولا يمكن أن يُقدم على خطوة مثل هذه دون أن يحصل على الضوء الأخضر من نتانياهو. 

رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لا يبحث عن مستنقع جديد تغوص فيه قدماه وهو على بعد مسافة قصيرة من الانتخابات الرئاسية، ويكفيه التصدع الذي أصاب شعبيته منذ اندلاع تلك الحرب، ولا يستبعد أن يكون قد حصل على موافقة مؤكدة من الإسرائيليين، وبالأخص نتانياهو. 

فهذه صفقة قد تنقذ الاثنين، هو يريد أن يكون صانع سلام لو نجح في وقف إطلاق النار وإطلاق الرهائن والأسرى، لتفتح له طاقة الأمل، ويصل إلى نوفمبر القادم مدعوماً بهذا الإنجاز، وينسى المقترعون أنه كان شريكاً مباشراً في المذابح وحرب التجويع بغزة طوال سبعة أشهر قلبت العالم وغيرت مواقفه، وحركت الرأي العام الأمريكي ضده. 

أما الربيب المدلل الذي لا يحلو لبايدن مناداته إلا باسم الدلع «بيبي»، فهو بحاجة إلى «قشة» يتعلق بها، فقد تنقذه بعد أن اقترب كثيراً من خط اللاعودة، وهو خط تلمسه بايدن بعد جولات وزرائه ومستشاريه في المنطقة العربية، واكتشف بأن ما سمعه رجاله تحذير جاد وليس تهديداً أو تلويحاً للفت الانتباه، كلام يتضمن موقفاً قد يعيد إسرائيل وليس نتانياهو ووزراءه المتطرفين فقط، إلى مرحلة ما قبل «كامب ديفيد» و«أوسلو»، وغيرها من محطات اتفاقيات السلام والتطبيع، ومن هنا تحرك الرئيس الأمريكي نيابة عن نتانياهو الذي ماطل كثيراً، وخسر أكثر مما كسب، وسيمنحه المقترح المطروح فرصة لتسويق انتصاره الوهمي!. 

مقترحات بايدن نالت إشادات كثيرة، خاصة من دول المنطقة، وحتى من قيادات المنتجعات الهاربين من غزة، جماعة الإخوان المعروفين باسم «حماس»، فقالوا إنها إيجابية وقريبة من المقترحات التي وافقوا عليها سابقاً، ولم يبق غير نتانياهو وأتباعه، فهل يعقلون؟. 

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

   t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى