خلال أسبوع واحد تغيرت الصورة، كسر الزجاج ونزع الإطار. وانكشفت كل عناصر القبح الذي كان مختفياً خلف قوانين «معاداة السامية»، وسقطت الحجج الزائفة.
ثلاث ضربات متتالية، كل واحدة منها أقوى من الأخرى.
الأولى جاءت من المدعي العام لـ المحكمة الجنائية الدولية. التي رفع خلالها طلباً بإصدار الأوامر بالقبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ووزير دفاعه غالانت، بتهمة الجرائم التي ارتكبت في غزة.
والثانية كان مصدرها ثلاث دول أوروبية، هي إسبانيا والنرويج وأيرلندا، ومحتواها الاعتراف رسمياً بالدولة الفلسطينية.
والثالثة الثابتة هزت العالم، ونقلت إسرائيل وهذا الصراع التاريخي في فلسطين إلى مرحلة جديدة، أتت من «لاهاي» الهولندية، حيث مقر محكمة العدل الدولية، والقرار الحاسم والحازم، والأمر الذي لا يحتمل التأويل أو المماطلة، وهو الوقف الفوري للعدوان على غزة، بعد أن أمهلت إسرائيل مدة كافية لتنفيذ القرار السابق، ذلك الذي حمل مجاملة وخضوعاً للتدخلات والضغوطات من دول كبرى، والداعي إلى تقديم رد يتضمن الإجراءات التي ستتخذ لحماية المدنيين خلال شهر.
وتعامل نتانياهو باستهتار مع طلب المحكمة، معتقداً أن الوضع ما زال كما هو في السابق، أي قبل حرب الإبادة في غزة، ومستنداً على القوة الكبرى بقيادة بايدن، وهذا نتيجة لفكر من لا يرى إلا تحت قدميه، تكبراً وغطرسة وغروراً ما بعده غرور.
يبدو أن الضربات الثلاث أفقدت الجناح المتطرف في إسرائيل صوابه، وأوصلت «بن غفير» المنفلت إلى عدم الاتزان مع «اللطمات» التي تلقتها الحكومة المتطرفة، وهو قائدها في الخفاء، حتى بلغ مرحلة التشهير بقيادة جيشه، لأنها دعت إلى تقديم تنازلات لإنهاء الأزمة، وهدد بعصيان عسكري إذا صدرت الأوامر بالانسحاب من معبر رفح أو أجزاء من غزة، وبث ذلك الكلام عبر شريط مصور لعسكري مدجج بالسلاح!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية