نون والقلم

‬حسين‭ ‬حلمي يكتب: ‬حقيقة‭ ‬الواقع‭ ‬المُر 

لا‭ ‬يوجد‭ ‬مجتمع‭ ‬يتمتع‭ ‬فيه‭ ‬شخص‭ ‬ناقص‭ ‬العقل‭ ‬بالوقار‭ ‬مثل‭ ‬مجتمعنا،‭ ‬لدرجة‭ ‬أننا‭ ‬نتبارك‭ ‬به،‭ ‬ونقول‭ ‬عنه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأمثلة‭ ‬مثل ‭ ‬‮«خذوا‭ ‬الحكمة‭ ‬من‭ ‬أفواه‭ ‬المجانين‮»‬‭ ‬ونقول‭ ‬عنه‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«المجانين‭ ‬فى‭ ‬نعيم»‬‭ ‬ويعتقد‭ ‬البعض‭ ‬بأن‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬المريض‭ ‬بمرض‭ ‬‮ «الجنون»‬‭ ‬ قد‭ ‬خلقه‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬الفطرة. 

 ‬من‭ ‬ثم‭ ‬يكون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬صادر‭ ‬منه‭ ‬من‭ ‬سلوك‭ ‬يقصده‭ ‬الله‭ ‬ولم‭ ‬تتدخل‭ ‬فيه‭ ‬أي‭ ‬يد‭ ‬بشرية،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الظلم‭ ‬أن‭ ‬نُلحق‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شخص‭ ‬يرصد‭ ‬حقيقة‭ ‬الواقع‭ ‬المُر‭ ‬ويتكلم‭ ‬عنه‭ ‬بأنه‭ ‬مجنون‭ ‬غير‭ ‬واقعي. 

‬لعلها‭ ‬شعره‭ ‬بين‭ ‬الجنون‭ ‬والعبقرية،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬معاملتنا‭ ‬الموقرة‭ ‬للشخص‭ ‬المجنون‭ ‬الذي‭ ‬يتركه‭ ‬العامة‭ ‬كما‭ ‬يقولون‭ ‬سابح‭ ‬فى‭ ‬ملكوت‭ ‬الله،‭ ‬فى‭ ‬أحوال‭ ‬كثيرة‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬هذا‭ ‬العبقري ‬الصمود‭ ‬كثيرًا‭ ‬أمام‭ ‬تجاهل‭ ‬المجتمع‭ ‬له،‭ ‬فهناك‭ ‬دائمًا‭ ‬إختلاف‭ ‬بين‭ ‬‮«‬المجنون‭ ‬والعبقرى‮»‬‭ ‬ فالأول‭ ‬عقله‭ ‬معطل‭ ‬ولا‭ ‬يستطيع‭ ‬السيطرة‭ ‬عليه.

 ‬أما‭ ‬الثاني‭ ‬يُفكر‭ ‬ولكن‭ ‬تفكيره‭ ‬خارج‭ ‬عن‭ ‬المألوف،‭ ‬ويُصاب‭ ‬هذا‭ ‬الشخص‭ ‬بالشقاء‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬محيطه‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يقبل‭ ‬آراءه،‭ ‬فهذا‭ ‬ليس‭ ‬بجديد‭ ‬عن‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬هو‭ ‬الاعتياد‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬جعلهم‭ ‬يرفضون‭ ‬كل‭ ‬جديد‭ ‬ظانين‭ ‬أنه‭ ‬شر‭ ‬لهم،‭ ‬إنه‭ ‬الخوف‭ ‬يا‭ ‬سادة‭ ‬من‭ ‬الغد‭ ‬في‭ ‬أنه‭ ‬أسوا‭ ‬من‭ ‬اليوم،‭ ‬إلا‭ ‬أنني‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الغد‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬اليوم،‭ ‬فيجب‭ ‬ألا‭ ‬نختار‭ ‬الجنون‭ ‬ونعمل‭ ‬على‭ ‬التغيير‭.‬ 

لم‭ ‬نقصد‭ ‬أحدًا‭!!‬  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

   t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى