قال تيدروس أدهانوم غيبريسوس الرئيس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية التعاون والتكافل بين الدول لضمان الوقاية من أخطار الجائحة التالية إن دول العالم عملت معا لأكثر من عامين من أجل تحقيق هدف تاريخي واحد يمتد عبر الأجيال، ألا وهو ضمان استعدادنا على نحو أفضل للجائحة المقبلة بالتعلم من الدروس المستخلصة مما حل من دمار بسبب “كوفيد-19”.
في الوقت الذي تثير فيه النزاعات والسياسات والاقتصادات الدمار والشقاق والانقسام، وجدت الحكومات ذات السيادة وسيلة للعمل على نحو تعاوني لإبرام اتفاق عالمي جديد يهدف إلى حماية العالم من الطوارئ الناجمة عن الجوائح، التي لا مفر من حدوثها في المستقبل.
وقد أُطلق هذا الجهد الضروري، الذي يقوده مئات المفاوضين المكلفين من أكثر من 190 دولة، في أثناء الحدث الذي تسبب بأكبر دمار في حياتنا. وبناء على الإحصاءات الرسمية، أسفر “كوفيد-19” عن وفاة أكثر من 7 ملايين شخص.
لكن من المرجح أن تكون الحصيلة الحقيقية أضعاف هذا الرقم. فالفيروس تسبب في إلحاق خسائر بالاقتصاد العالمي تقدر بالمليارات، إن لم يكن بالتريليونات. وألحقت الاضطرابات الاجتماعية- بدءا من فقدان الوظائف وصولا إلى إغلاق المدارس- أضرارا بالمجتمعات في كل أنحاء العالم.
لا يمكن أبدا السماح مرة أخرى بترك أفقر البلدان والمجتمعات في العالم في ذيل قائمة الانتظار، عندما يتعلق الأمر بإتاحة الأدوات المنقذة للحياة مثل اللقاحات في ذروة هذه الكارثة، ومع ازدحام المستشفيات في كل أنحاء العالم بالمرضى الذين يتلقون الرعاية على أيدي العاملين الصحيين المُرهقين، اجتمع أكثر من عشرين من قادة العالم معا لتوجيه نداء عالمي يقولون فيه: “لن نسمح بذلك أبدا مرة أخرى”.
أطباء أمريكيون يغادرون قطاع غزة بسبب فقدان الأمل
تكافل المجتمعات وقالوا إنه يجب أن لا يسمحوا أبدا بترك مجتمعاتهم وكل مجتمعات الدول الأخرى على هذا القدر من الضعف أمام أي جائحة أخرى.
واتفقوا على أنه يتعين على الحكومات أن لا تمتنع مرة أخرى عن التعاون في تبادل المعلومات الحيوية والمعدات الطبية والأدوية.
وشددوا على أنه لا يمكن أبدا السماح مرة أخرى بترك أفقر البلدان والمجتمعات في العالم في ذيل قائمة الانتظار عندما يتعلق الأمر بإتاحة الأدوات المنقذة للحياة مثل اللقاحات.
وقلنا آنذاك، وما زلنا نقول الآن، إن الإنصاف يجب أن يكون النبراس الذي نهتدي به.
وقال رؤساء الدول ورؤساء الوزراء آنذاك إن ما كان مطلوبا هو اتفاق تاريخي يلزم الدول العمل معا، عبر الحدود، اعترافا بأن الفيروسات القاتلة لا تحترم الحدود التي نعيش داخلها، ولا لون بشرتنا، ولا كم الأموال الذي في حوزتنا.
وقد حفز ذلك الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، البالغ عددها 194 دولة، على اتخاذ قرار ببذل جهدين بارزين بالتوازي: الشروع في التفاوض على أول اتفاق في شأن الجوائح للوقاية من الأوبئة والتأهب والتصدي لها، بالتزامن مع إدخال سلسلة من التعديلات المحددة الهدف في الوقت نفسه على اللوائح الصحية الدولية الحالية، التي تشكل القواعد العالمية التي تستخدمها البلدان للكشف عن طوارئ الصحة العامة والتحذير منها والتصدي لها.
وقد انطلق هذان الجهدان في وقت أدى فيه الانقسام الاجتماعي والسياسي والاستقطاب إلى إقامة حواجز تبدو غير قابلة للاختراق بين الكثير من دول العالم.
نون – منى عيد
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية