نون والقلم

أبو بكر الديب يكتب: الدبلوماسية الصينية كلمة السر في العلاقات المتميزة مع مصر

 حضرت بالأمس ندوة تحت عنوان «المستقبل المشترك والسير بالتوافق» للاحتفال بالذكرى العاشرة لرفع مستوى الشراكة بين الصين ومصر والذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي والتي اشاد فيها سفير الصين بالقاهرة، لياو ليتشيانج، بالعلاقات الاستراتيجية مع مصر وانها حققت إنجازات هائلة حيث أكد السفير لياو ليتشيانج، أن العلاقة الاستراتيجية بين الصين ومصر حققت إنجازات هائلة، مشيراً إلى أن ذلك لا ينفصل عن الرؤية البصيرة والثاقبة لساسة البلدين جيلا بعد جيل، التي تشكل الأساس السياسي المتين للعلاقة الثنائية. 

حضر الفعالية أحمد شاهين مساعد وزير الخارجية للشؤون الآسيوية، وحازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري و رئيس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس الشيوخ، والدكتورة هالة جاد مدير إدارة المعلومات والتوثيق بجامعة الدول العربية، والنائب طارق الخولي نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية لمجلس النواب، والسفير علي الحفني الأمين العام للمجلس المصري للشؤون الخارجية، والسفيرة ليلى بهاء الدين محافظة صندوق بطرس غالي للسلام والمعرفة، والدكتورة هدير السعيد من معهد البحوث والدراسات العربية. 

وتحت عنوان «مصر أول دولة عربية وإفريقية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين» أضاف السفير الصيني أنه قبل 68 عاما، أسس الرئيس ماو تسي دونج ورئيس مجلس الدولة تشو آنلاي والرئيس جمال عبد الناصر العلاقة الصينية المصرية، وأصبحت مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين. 

وتابع: منذ ذلك الحين، تكاتف البلدان في نضالهما ضد الاستعمار والهيمنة، وتآزرا في مسيرتهما نحو الإصلاح والتنمية والنهضة القومية، ودعما بعضهما البعض في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية والانشغالات الكبرى. 

أما عن دعم مصر للصين في الأمم المتحدة فقد تحدث ليتشيانج عن تقديم مصر دعما كاملا للصين في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1971 والتصويت مع القرار 2758، بشأن استعادة المقعد الشرعي للصين في الأمم المتحدة، وحثت الدول الأخرى على دعم الصين، وأخيرا، تبنت الدورة الـ 26 للجمعية العامة هذا القرار المهم بأغلبية ساحقة. 

وقال إن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2758 يعكس ويؤكد بشكل كامل وجدي على مبدأ صين واحدة، ويحل بشكل واضح وشامل مسألة حق التمثيل للصين لأكملها، بما فيه تايوان، في الأمم المتحدة سياسيا وقانونيا وإجرائيا، ويوضح أنه لا توجد سوى صين واحدة في العالم، وأن تايوان جزء من الصين. 

وأيضا كان هناك محور لكلمة السفير حول دعم مبدأ الصين الواحدة حيث أعرب السفير عن شكره لمصر والجامعة العربية على دعمهما القوي والطويل الأمد لمبدأ الصين الواحدة، مضيفاً: تم إدخال هذا المبدأ إلى جميع الوثائق السياسية الصينية المصرية والصينية العربية تقريبًا، بما في ذلك «إعلان الرياض» الذي تم تبنيه في القمة الصينية العربية الأولى في عام 2022 والقرارات المتعلقة بالصين الصادرة عن اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب. 

وقال السفير إنه قبل 81 عاما، أصدرت الصين والولايات المتحدة وبريطانيا «إعلان القاهرة»، في فندق مينا هاوس بالقاهرة، الذي طلب بوضوح إعادة تايوان إلى الصين، مشيراً إلى أن هذا الإعلان وإعلام بوتسدام الصادر لاحقا شكلا الأساس القانوني والتاريخي الذي يثبت أن تايوان جزء لا يتجزأ من الصين. 

وقال السفير إنه قبل أسبوعين، شارك في مراسم افتتاح المركز المصري للبيانات والحوسبة السحابية ومجمع هاير مصر الصناعي الصديق للبيئة بحصور الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

وقال ليتشيانج إن نجاح هذين المشروعين لم يكن إلا صورة مصغرة للتطور السريع للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين في العقد الماضي، بل يشكل بداية جيدة للعقد المقبل الذهبي للعلاقات الثنائية. 

وعن مبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية مصر 2030» تطرق السفير إلى مبادرة «الحزام والطريق» و«رؤية مصر 2030»، مع تحقيق نتائج مثمرة. 

وأضاف السفير: في بداية إقامة العلاقة الدبلوماسية، كان حجم التجارة بين البلدين عشرات ملايين دولار فقط، منذ عام 2012، أصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمصر لمدة 12 عاما متتاليا، وقاولت الشركات الصينية في مصر أطول برج في إفريقيا وأكبر قاعدة لإنتاج الألياف الزجاجية في إفريقيا وأكبر مركز لتخزين اللقاحات وأسرع شبكة النطاق العريض وأول مركز لتجميع واختبار الأقمار الصناعية. 

وعن التعاون المصري الصيني يتجه نحو الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي، أشار سفير الصين إلى أن التعاون بين البلدين يتجه نحو مجالات استراتيجية ناشئة، مثل الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة والفضاء و الطب الحيوي، ويتقدم نحو هدف التنمية عالية الجودة والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك. 

وعلى الصعيد الثقافي، قال السفير إنه تم إدراج اللغة الصينية في المنهج الدراسي المصري، واليوم، هناك حوالي 30 جامعة مصرية يدرس بها مادة اللغة الصينية، وأكثر من 20 مدرسة مصرية بها مادة اللغة الصينية كالمادة الاختيارية. وفي مصر 4 معاهد كونفوشيوس و2 من فصول كونفوشيوس، وهي أكبر دولة في شمال إفريقيا من حيث عدد معاهد كونفوشيوس. 

وأوضح السفير أنه بعد 20 عاما من التطور والبناء، تم إنشاء 19 آلية في مختلف المجالات في إطار المنتدى، وتم إصدار 85 وثيقة ختامية من مختلف الأنواع، بما يجعل المنتدى نقطة انطلاق فعالة ومنصة مهمة لإثراء المقومات الاستراتيجية للعلاقات الصينية العربية ولتعزيز التعاون العملي بين الصين والدول العربية. 

وتحت عنوان «الصين تؤيد وقف شامل لإطلاق النار في غزة» وحول الوضع في غزة، قال سفير الصين إن الرئيس الصيني شي جين بينج أكد خلال زيارته إلى فرنسا وصربيا والمجر الأسبوع الماضي، موقف الصين المبدئي بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث شدد على ضرورة اتخاذ إجراءات من قبل المجتمع الدولي لدفع تحقيق إطلاق النار في غزة بشكل فوري وشامل ومستدام، ودعم فلسطين في أن تصبح عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، ودعم استعادة الحقوق المشروعة للأمة الفلسطينية، واستئناف «حل الدولتين»، وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط. 

وهنا يجب أن نشير الي ان موقف الصين من الشعب الفلسطيني مشرف ويناصر قضاياه من خلال المواقف المتكررة لدولة الصين تجاه القضية الفلسطينية ووقوفها دائما مع حق الشعب الفلسطيني ضد الظلم الذي يتعرض له منذ عشرلت السنين. 

ونضيف أن آخر هذه المواقف المشرفة جاءت علي لسان الخارجية الصينية وجاء فيها : ما يحدث في غزة لا يقبله الضمير الإنساني والأولوية القصوى هي لوقف إطلاق النار.. ندعم بقوة الجهود الرامية إلى تعزيز المصالحة الداخلية بين الفصائل الفلسطينية من خلال الحوار.. ندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في أسرع وقت ممكن وتعزيز حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية. 

وفي نوفمبر الماضي اقترحت الصين في ورقة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني أن يكثف مجلس الأمن الدولي وساطته الدبلوماسية ويعيد إطلاق حل الدولتين، ويدعو لمؤتمر سلام دولي يكون «أكثر موثوقية وفاعلية» في أقرب وقت ممكن.. وذكرت وزارة الخارجية الصينية في بيان تضمن المقترحات أن الصين تحث مجلس الأمن أيضا على الاستجابة للنداء العام للمجتمع الدولي من أجل وقف شامل لإطلاق النار لإنهاء القتال. 

وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي – وقتها – إن الصين تدعو إلى عقد مؤتمر سلام أكثر حجية وشمولا وأكثر توجها إلى تحقيق نتائج في أقرب وقت ممكن لوضع خارطة طريق وجدول زمني لحل الدولتين للقضية الفلسطينية-الإسرائيلية.. وخلال لقائه مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي في بكين أكتوبر الماضي قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي  إن سبب الصراع بين إسرائيل وحركة حماس هو «الظلم التاريخي»ضد الفلسطينيين. 

وسابقا قال الرئيس الصيني شي جين بينج في رسالة تهنئة بعثها إلى اجتماع الأمم المتحدة الذي عقد بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، أن القضية الفلسطينية تشكل لُب قضية الشرق الأوسط، وأن جوهر الصراع الفلسطينى-الإسرائيلى يكمن فى الإعمال الذى طال انتظاره للحق الوطنى المشروع للشعب الفلسطينى فى إقامة دولة مستقلة، مضيفا أن الدروس المريرة من دائرة الصراع تثبت تماما أنه لا يمكن تحقيق الأمن المستدام إلا من خلال التمسك بمفهوم الأمن المشترك. 

ودعا بينج المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وحث مجلس الأمن الدولي على أن يتحمل مسؤولياته وبذل قصارى جهده لتسهيل وقف لإطلاق النار، وضمان سلامة المدنيين، ووقف الكارثة الإنسانية، مؤكدا أهمية استئناف محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في أقرب وقت ممكن، ويتعين استعادة حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وبقائه وحقه في العودة في أقرب وقت ممكن. 

وأوضح أن الصين، كعادتها دائما، تدعم بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، مضيفا أن السبيل الوحيد القابل للتطبيق لتسوية القضية الفلسطينية يكمن في إقامة دولة فلسطينية مستقلة تتمتع بالسيادة الكاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. 

وأكد الرئيس الصيني علي أهمية ضمان احتياجات اقتصاد فلسطين ومعيشة شعبها، وأنه يجب على المجتمع الدولي زيادة ما يقدمه من مساعدة تنموية ومساعدات إنسانية لفلسطين، والبقاء على المسار الصحيح نحو محادثات السلام، وعقد مؤتمر سلام دولي أكثر موثوقية في أقرب وقت ممكن، مشيرا إلى أن بكين طرحت مبادرة الأمن العالمي، وتناصر حل الخلافات والصراعات بين الدول من خلال الحوار والتشاور، وتدعم جميع الجهود التي تصب في صالح إيجاد تسوية سلمية للأزمة.. وأشار إلى تعهد بلاده بمواصلة الجهود لدعم العدالة بشأن القضية الفلسطينية، وتعزيز محادثات السلام بصورة نشطة، وتقديم مساعدات إنسانية وتنموية للجانب الفلسطيني، مؤكدا أن بكين باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، ستواصل العمل مع المجتمع الدولي لبناء توافق عالمي من أجل تعزيز السلام، وإعادة القضية الفلسطينية إلى المسار الصحيح المتمثل في حل الدولتين من أجل إيجاد تسوية شاملة وعادلة ودائمة لها في أقرب وقت. 

وهنا نشير الي رفص الصّين التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، ومطالبتها بالإفراج عن جميع المدنيين المحتجزين والأسرى بأسرع وقت ممكن، مؤكدة أن «أي ترتيب بشأن مستقبل قطاع غزة، يجب أن يحترم إرادة الشعب الفلسطيني وخياره المستقل، ولا يجوز أن يفرض عليه».. وأكدت الصين دعمها لكل الفصائل الفلسطينية لتحقيق المصالحة وزيادة التضامن عبر الحوار والتشارو، حسبما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج وينبين يوم الجمعة.  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

 In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى