يقول العالم الجليل «جمال حمدان» في كتابه «شخصية مصر» إن مصر تخضع في ملامحها لقانون التدرج، فالتغيير فيها لا يحدث بصورة فجائية، إنها لا تعرف التحول المفاجئ، وإن أرض مصر نفسها تكونت بشكل تدريجي من خلال «ترسيب الطمي».
وقد حدث ذلك بشكل غير محسوس وعلى مدار السنين، أيضًا البشر الذين يعيشون فيها أخذوا طباع النهر، لا يتفاعلون مع الأحداث بسرعة، ولكن كل حدث يأخذ وقتا طويلا لتعديل سلوكهم أو عاداتهم، أو حتى الاضطرابات، لذلك أصبحوا ذا شخصية هادئة لا تحركها الأحداث، إنما كل شىء لديهم يحدث ببطء.
وسبب ذلك كله راجع إلى النيل الذي يأتي بالماء ويقومون هم برمي البذور في الأرض وينتظرون الثمار، خلال هذه المدة يجلسون على ضفافه ليقولوا النكات والحكايات، وقد يفهمه بعض «المتفذلكين» ممن ينقصهم الوعي أو الخبرة ويقولون إن الشعب المصري ينقصه الإحساس ولا يحركه شىء ويتحمل ما لا يتحمله بشر على وجه الأرض.
وعتابي عليهم أنهم يقولون «مفيش فايدة» ويعتمدون في ذلك على بعض الكلمات التي يطيرونها دون وعي ودون إحاطة بطبيعة الإنسان المصري الذي يسكت ولا يموت، مهما كان جلده سميكًا وملفوفا في طين الأرض المطحون بمياه النيل، فلا يخدعك بسكونه أو سكوته مهما طال الأمد وأن الغد قريب، رغم الأصوات المزعج من هؤلاء «المتفذلكين».
لم نقصد أحدًا!!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية