قال النائب الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، إن استمرار التصعيد بين طرفي الصراع في السودان يشكل تهديد كبير للأمن الإقليمي، خاصة بعد صول الحرب إلى شرق السودان الذي كان بمعزل نسبيا عما يحدث، وهو ما يعني أنه لا مكان آمن الآن في السودان وأن اتساع رقعة الحرب تهدد كل مناطقها، الأمر الذي ضاعف نزوح الشعب السوداني إلى خارج البلاد بدلا من الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا في الداخل، وهو ما جعل السودان يواجه أكبر أزمة نزوح في العالم بعد وصول عدد النازحين واللاجئين إلى 11 مليون شخص.
وأشار البرلماني المصري، إلى تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أعلن فيه أن السودان سجل أكبر عدد من الأطفال النازحين في العالم حيث تم دفع نحو 3 ملايين للفرار قسرياً.
الحرب دخلت عامها الثاني دون إحراز أي تقدم على صعيد الحل السلمي التفاوضي
وحذر وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب المصري، من استمرار الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والتي بدأت عامها الثاني، حيث أدت خلال عام واحد إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين، دون إحراز أي تقدم يُذكر على صعيد الحل السلمي التفاوضي، بل على العكس هناك كارثة إنسانية حذرت منها الأمم المتحدة، حيث أعلنت أن هناك ما يُقدر بـنحو 30 مليون شخص، بما يشكل نحو ثلثي سكان البلاد، في حاجة مُلحة للحصول على المساعدات الإنسانية، لتخفيف حدة المعاناة التي يواجهونها بسبب استمرار الحرب.
ودعا النائب الدكتور أيمن محسب، المجتمع الدولي بالتحرك السريع من أجل إنهاء الحرب السودانية والتوصل إلى حل سياسي يحقق التوافق الوطني، وينقذ ثروات السودان من الهدر والنهب، ويخفف معاناة الشعب السوداني الذي يواجه ظروف شديدة القسوة.
وأكد «محسب» أن استقرار الشرق الأوسط ضرورة من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وهو ما يتطلب التحرك من إيجاد حل جذري للمشكلات والقضايا القائمة.
خسائر الاقتصاد السوداني خلال عام من الحرب تتخطى مائة مليار دولار
وأضاف الدكتور أيمن محسب، أن الخسائر المباشرة للاقتصاد السوداني خلال عام من الحرب تُقدر بنحو مائة مليار دولار، حيث تم تدمير 90% من المصانع و65% من الإنتاج الزراعي الذي يشتهر به السودان الشقيق، كما تم تدمير 75% من البنية التحتية الأساسية، فضلا عن سقوط 14 ألف قتيل من المدنيين، إضافة إلى آلاف الجرحى والمفقودين، الأمر الذي يجعل التوصل إلى حل تفاوضي ضرورة وليست رفاهية، وهو ما يتطلب وجود إرادة وطنية تنحاز لإحلال السلام بين طرفي النزاع، بالتزامن مع إرادة إقليمية ودولية لديها رغبة حقيقية في الضغط على جميع الأطراف لإنهاء هذه الحرب والقبول بالجلوس على مائدة واحدة، خاصة أن بعد عام من الحرب لم يحقق فيها أي طرف تقدم يذكر يجب أن يكون لدى الجميع يقين بأنه لا بديل عن الحل السياسي للحفاظ على تماسك السودان الذي يواجه شبح التقسيم في حال استمرار الحرب لمدة أطول.
نون – القاهرة
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية