الذكاء الاصطناعي أصبح مخيفاً..لم يعد مجرد عاملاً مساعداً في أداء وتنفيذ بعض المهام، ولكنه قد يتحول إلى بديل لخبراء كافة الأعمال بدءاً من الأعمال العقلية البسيطة وحتى الهندسة والطب!!
الأكثر أهمية من ذلك، أن الذكاء الاصطناعي جعل شركات التكنولوجيا تتجه نحو مزيد من الاستثمار في هذا المجال بمليارات الدولارات، نتيجة سيطرة شركات الذكاء الاصطناعي على السوق بوتيرة أسرع من المتوقع.
الخبر المهم الذي يجب أن نتوقف عنده وتم نشره اليوم الثلاثاء.. أن إحدى الشركات المتخصصة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، اتفقت مع شركة مايكروسوفت، على استثمار استراتيجي قدره مليار ونصف المليار دولار تقوم «مايكروسوفت» بضخه في الشركة الإماراتية.
والسؤال هو: هل الشركات الإماراتية لاتملك القدرة على تمويل هذا الاستثمار؟ الإجابة معروفة..قطعاً تستطيع..ولكن من الواضح أن مايكروسوفت وجدت في الشركة الإماراتية ماتريده..فقررت الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط من خلال الإمارات..وبلاشك أن الإتجاه المبكر نحو العمل في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ساهم في هذا الاختيار للإمارات دون غيرها.. وهذا يعني أن دول الخليج التي تعتمد على البترول كمصدر للدخل..تستعد لما بعد عصر النفط من خلال الاستثمار في مجال التكنولوجيا.
ورغم أن العالم الغربي يناقش الآن خطورة زيادة الإقبال على موقع «تشات جي بي تي» القائم على تقنيات الذكاء الاصطناعي، إلا أن الشركات – في المقابل – تتجه بخطوات متسارعة نحو سيطرة الذكاء الاصطناعي على سوق التكنولوجيا.. فقد يصبح «تشات جى بى تى » بديلاً لجوجل، ولكنه البديل الأسوأ لأنه يهدد العقل البشري بالتوقف والاعتماد على الموقع الجديد في كل شيء.
وأصبح الشغل الشاغل لمراكز الأبحاث التكنولوجية الغربية الآن هو كيفية مواجهة مخاطر الوحش الإلكتروني الجديد القادم.. ولكن إلى الآن خطوات شركات التكنولوجيا أسرع من خطوات مراكز الأبحاث!!
ولكن هل تنجح مراكز الأبحاث في فرض تخوفاتها من الشات بي جي مثلاً..لا أظن.. فإذا كان جوجل يساعدك على البحث، ويوفر وقتك الذي تنفقه في البحث عن المعلومات فإن «تشات جي بي تي» يقوم بأداء مهام إضافية بالنيابة عنك، فهو يقوم بالبحث، والتدقيق، والكتابة، وتنفيذ أعمال كثيرة مثل المشروعات البحثية العلمية، مما يجعل دور الإنسان محدوداً حتى في المهمة التي تفرد بها منذ بدء الخليقة وهي «التفكير»!!
الغريب أن الذكاء الاصطناعي يقوم بأعمال أخرى، مثل مقابلات العمل، وكتابة القصص، وكتابة المقالات والموضوعات بدلاً من البشر، والأخطر من ذلك هو كتابة واجبات الأطفال المدرسية، مما يهدد العقل البشري بالتوقف، والاعتماد على عقل الكتروني بديل!!
من أغرب الأخبار التي نُشرت في الصحف الأمريكية أن روبوت مجهز ببرنامج «تشات جي بي تي» قد نجح بتفوق في امتحان كلية القانون في إحدى الجامعات الأمريكية، وقد تضمن الإمتحان أسئلة تتطلب كتابة مقالات عن موضوعات قانونية مختلفة مثل القانون الدستوري والضرائب والإضرار بالآخرين، وفقًا لما نشرته شبكة سي بي إس الإخبارية الأمريكية.
وقال أساتذة في كلية القانون التي أجرت الإمتحان أن الروبوت أظهر فهمًا عميقًا لأساسيات القواعد القانونية، وكانت أفكاره تتميز بالتنظيم وتماسك البنية، ولكن أداة الذكاء الاصطناعي واجهت صعوبة عندما تعلق الأمر بكتابة الاستجوابات المفتوحة التي لا يمكن الإجابة عنها بـ«نعم» أو «لا» بل تحتاج تفسيرًا وتوضيحاً.
وطبقاً لما هو منشور في موقع wikipedia فإن هناك عدة أسباب قد تجعل البعض يخشون استخدام تقنية Chat GPT الذكاء الاصطناعي. ومن بين هذه الأسباب: القلق من استخدام البرنامج في مأموريات سيئة مثل الحصول على معلومات حول الاحتيال وسرقة المنازل، وقدرة البرنامج على إنتاج مواد متفجرة وقنابل.
كما يمكن لمحركات البحث التي تعمل بالذكاء الاصطناعي تمرير معلومات خاطئة أو أخبار مزيفة، خاصة إذا تم تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي على هذه المهمة باستخدام مصادر غير موثوقة.
وعلى الرغم من أن الشركة المطورة للبرنامج قالت إنه مُدرب لرفض الأسئلة الضارة، إلا أن الواقع يقول «التقنية ليست مستقرة بعد ومن المحتمل أن يوجد فيها ثغرات».
بعض الخبراء يقولون أن تطبيقات مثل Chat GPT قد تستولي على العديد من الوظائف التي يقوم بها البشر وذلك خلال عدة سنوات من الآن، وخاصة بعد استخدام تقنية التعلم المُعزز، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان وظائف عديدة للكثيرين من المحترفين في مجالات مختلفة.
الخلاصة.. أن العقل البشري مُهدد بالتوقف عن العمل، وملايين الوظائف مهددة بالضياع من أصحابها، والتطور التكنولوجي رهيب، ولكنه لم يعد تطوراً إيجابياً، بل أصبح تطوراً قد يقضى عل مئات السنين من العلم والبحث والجهد الإنساني.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية