اخترنا لكدنيا ودين

قطوف رمضانية.. رضا هلال يكتب: ليلة القدر حائرة بين اختلاف المطالع

‎تباينت مطالع هلال رمضان في العديد من الدول الإسلامية والعربية، أكثرها بدأ يوم الإثنين الموافق 11 من شهر مارس ليوافق غرة رمضان، بينما هناك بعض الدول العربية وغير العربية قد أعلنت أن غرة رمضان توافق مع يوم الثلاثاء 12 من شهر مارس. 

‎ًبعيداً عن حقيقة هذا الإختلاف، وأنه قد يكون اختلافا سياسياً في بعض الأحيان، أم اختلاف علمي شرعي في مرات قليلة جداً جداً، ولذا فإن عامة المسلمين في حيرة من أمرهم وخصوصاً عند تحديد وترية العشر الأواخر من رمضان، والذي تصادف فيه ليلة القدر، في إحدى هذه الليالي التى قد تكون وترية لدينا وليلة ليست وترية «زوجية» في هذه الدول، وهنا تصيبنا الحيرة الشديدة الممزوجة بشعور بعدم الرضا. 

‎ويتساءل كل ذي عقل وفهم أيًا منهم على صواب، واي منهم أخطأ المطلع، فضيع على ناسه وشعبه هذه الفرص المباركة، فتفوته نفحاتها وبركتها إذا لم يجتهد فيها كما ينبغي. 

‎كما تبرز قضية أخرى وهذه لها ما يبررها، من فوارق التوقيت ما بين دولة تقع في الشرق وأخرى في غرب الكرة الأرضية، فإن وجدنا مبرراً لهؤلاء فما مبرر من هم بيننا، وعلى نفس الخطوط الجغرافية 1«خطوط الطول والعرض وموقعها من خط الاستواء»، والتوقيت متشابه إن لم يكن متطابقا، وهنا ستكون الحيرة شديدة للغاية. 

‎ويميل قلبي دائما إلى التعامل مع العشر الأواخر من رمضان على أنها ليال قدرية، فما يكون عندنا ليلة قدر وهكذا نظنها، قد يكون لاختلاف المطلع ليس صحيحاً، والعكس عند غيرنا ممن بدأ بعدنا، ونحن نعتقد أن ليلته القدرية ليلة غير وترية عندنا، فإنها قد تكون كذلك وما أدرانا. 

‎وعندما حث الرسول صل الله عليه وسلم على تحريها في العشر الأواخر من الشهر الفضيل بعمومها، وليس كما أراد الصحابة رضوان الله عليهم أن يختصوها  عند الألحاح في تحديدها تسهيلات على المسلم في الاقتراب من هذا النور الذي يسطع في سماء الدنيا. 

‎وماذا يمنع المسلم من أن يتحراها في العشر الأواخر كاملة ودون تخصيص الوترية منها؟، ولماذا لايكون رمضان كله موسم عبادة وطاعة؟ ولماذا لايكون العبد طائعا على طول الدوام وليس في شهر واحد فقط؟  وكما هو معلوم للجميع بأن رب رمضان هو رب الشهور كلها، وهو رب الليل والنهار، والصيف والشتاء، والحر والبرد فهو مُطلع علينا في كل أمورنا وشؤوننا، وإذا تجلى الله على عبده في هذه الليلة المباركة فيكون الخير العميم، ولن يخيب الله عبدا اخلص في عبادته، أما زيادة الفضل فهذا تفضل من الله، ونفحة من نفحاته. 

‎ومن رضي الله عنه فإن كل وقته ولياليه هي ليلة القدر.  

 خير الكلام: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62) الفرقان. 

روى الطبراني في الكبير عن محمد بن مسلمة، وهو بتمامه: إن لربكم في أيام دهركم نفحات، فتعرضوا لها، لعله أن يصيبكم نفحة منها فلا تشقون بعدها أبدًا.  

 redahelal@gmail.com  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

  In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى