المرتمون في أحضان الليبرالية العالمية يرفضون نظرية المؤامرة، ليس اقتناعاً، ولكن تنفيذاً للتعليمات الصادرة إليهم من أصحاب المحافل السرية الذين يخططون وينفذون دون عوائق.
وهم على المبدأ سائرون، ينكرون وجود علم ضمن علوم السياسة اسمه «نظرية المؤامرة»، رغم أن العالم كله تسيره المؤامرات، والمحافل التي نتحدث عنها ليست اختراعاً جديداً، بل هي موجودة منذ عدة قرون، بعضها وهن وضعف وكاد يختفي، والبعض الآخر كبر وقوي وسيطر وتسيّد، وما عادوا بحاجة لتسميتهم أو الإشارة إليهم، هم يتحدثون عن أنفسهم بأفعالهم ومشاريعهم التي يطرحونها باستحياء في البداية، ثم يخلعون قناع الحياء ويكشرون عن أنيابهم، ويفرضون الأمر الواقع.
وذلك هو حال المؤامرة التي تحاك في غزة، التي تحدثوا عنها كثيراً، ومنذ سنوات طويلة، قبل 7 أكتوبر 2023، والمسرحية الهزلية التي فشلوا جميعاً في إخراجها، فالسقطات كثيرة وكبيرة، منذ اللحظة التي فتحت فيها الطرقات من السياج العازل إلى المستوطنات في الغلاف، واختفاء القوات الإسرائيلية المحاصرة للقطاع، وتدمير تلك المستوطنات بالطائرات الحربية، ومقتل مئات الإسرائيليين تحت أنقاضها، إلى إفلات المهاجمين مع المختطفين، وظهور الجيش المدجج بكل الأسلحة الهجومية في الصباح، واختفاء قادة حماس، كل قادتها وعائلاتهم، ومن بعد كل ذلك، جاءت مراحل التدرج في الأهداف، وزراء حكومة نتانياهو يطرحون أفكارهم، ورئيسهم يقول إنها آراء شخصية، وفي الميدان ينفذها، وحماس متمسكة بأسراها، وغزة يتم تنظيفها من مبانيها وناسها!
هي مؤامرة يستكمل خالد مشعل الآن تفاصيلها عبر نساء الإخوان في الأردن، وينفذ نتانياهو مشاهدها بقتل المتطوعين لإفشال عمليات نقل المساعدات عبر البحر، ومن يقول إنها حرب غير خاضعة لنظرية المؤامرة فليسأل نفسه، كيف تعرف إسرائيل عن اجتماع قائد الحرس الثوري الإيراني في دمشق؟ وكيف يعرف الحوثي السفن التي تحمل بضائع لإسرائيل؟!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية