نون والقلم

حسين حلمي يكتب: مزبلة النسيان 

 «لا تشتري العبد إلا والعصا معه.. إن العبيد لأنجاس مناكيد» بيت شعر من قصيدة هجائية للمتنبي، يذكر بها كافور أصله، إذ كان عبداً حبشياً اشتراه مؤسس الدولة الإخشيدية التي حكمت مصر والشام. 

ورغم أن زمن هذه الأسرة وغيرها قد مر وذهب بكل ما فيه، فلم يبقَ منها غير العظة والعبرة، ولكن هناك نفوساً تهوى أن تعيش في العبودية، يتجرأون على كل شىء، يقلبون الأشياء رأساً على عقب من أجل أن يحصلوا هم على الوظائف والمناصب والنفوذ. 

مثلهم مثل كافور العبد الذي استطاع أن يصل إلى الحكم رغم قبح شكله وثقل حركته، وكان يتابع الأوامر بنفسه ويترك أتباعه للنيل من الشرفاء، ونصب الفخاخ لكل من يحاول أن يرفع رأسه أمامهم. 

هؤلاء العبيد يجدون ذل الناس والتقرب إلى الأعداء حتى لو كان ذلك على حساب الوطن، هؤلاء لم يتركوا مكاناً إلا وسخروه لصالحهم دون اعتبار لأحد، وتناسوا أن الله يمهل ولا يهمل. 

كل إنسان مسئول عن اختياراته والحساب سوف يكون على ما يقدمه الشخص للمجتمع فقط وليس على عبوديته أو منصبه، إنما عن أعماله التي مارسها في حق الأبرياء، سوف يذهب القبح إلى المكان المخصص له وهو مزبلة النسيان. كثير منا الآن لا يعلم شيئاً عن كافور إلا من خلال شعر المتنبي فقط. 

لم نقصد أحداً!!  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

  In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى