قال الناقد الفني عصام زكريا، إن الصياغة الدرامية للتاريخ تتيح للمؤلف تدخلات لتحقيق هدف معين، حيث أن الرجوع للتاريخ من أجل صناعة عمل درامي هدفه إرسال رسائل للحاضر، فالروائي يستهدف الحاضر في صناعة الأعمال التاريخية
وأضاف «زكريا» خلال حواره لبرنامج «الشاهد» مع الإعلامي الدكتور محمد الباز والمُذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن بعيدًا عما يقال عن مسلسل الحشاشين، فهو عمل درامي جيد الصنع بشكل مذهل، بسبب كتابة الشخصيات التي كُتبت بحرافية شديدة.
ونوه، أن كتابة الشخصيات في مسلسل الحشاشين، اعتمدت على نظرية السقوط والصعود، وهذا دائمًا ما نشاهده في الأعمال المميزة والعالمية، وبالتالي فالحشاشين من أفضل الأعمال التي تم فيها صياغة الشخصيات الدرامية بشكل جيد.
وتابع، أن مسلسل الحشاشين يحتوي على رائحة التاريخ، سواء في الملابس والصورة، الأسواق، حيث أن هناك دقة مميزة في الدراما العربية، ومسلسل الحشاشين أفضل من رصد هذه الحقبة التاريخية.
وأردف، أن مسلسل الحشاشين مبني بشكل صحيح، الأمر الذي يجعل المشاهد لا يمل منه، فالمسلسل به إيقاع غريب يجعلك تنتظر بلهفة الحلقة القادمة، على الرغم من وفرة الأعمال الدرامية الأخري في الموسم الرمضاني.
الحشاشين مستوحى من التاريخ وليس عملًا تاريخيًا بالكامل
قال الناقد الفني عصام زكريا، إن صراع الأفكار يتجسد في شخصيات الأعمال الدرامية التاريخية، وهذا يعتبر عمل شاق على كاتب الدراما التاريخية بسبب البحث في الكثير من المراجع، من أجل تأكيد الحقبة التاريخية أو الشخصية محور العمل الدرامي.
وأضاف، أن خيال الكاتب الدرامي مفتوح، ولكن يتم محاسبته على مدى الفكرة من العمل هل هو تاريخي أو عمل خيالي مستلهم من التاريخ.
واستشهد «زكريا»، بفيلم من دولة تشيلي، اسمه «الكونت»، حيث تم تجسيد شخصية «موشيدي» أحد الشخصيات التاريخية بأنه مصاص دماء، وبدء يسرد الحقائق التاريخية بشكل خيالي.
كما أشار، أن فيلم «نابليون»، أعتمد على الخيال الدرامي، بسبب واقعة ضرب الأهرامات بالمدافع، وهذه الواقعة لم تحدث، ولكن تم خلق واقعة لم تحدث من أجل توصيل رسالة معينة، ومسلسل الحشاشين مستوحى من التاريخ وليس عملًا تاريخيًا بالكامل.
وتابع، أن الكاتب الدرامي، يجب أن يكون مطلعًا على العديد من المراجع التاريخي، حيث أن المظلة التي تحمي كاتب الدرامي، هو الفن، حيث أن مسلسل «الحشاشين» مستوحي من أحداث تاريخية، ولكن إذا كان تاريخي بشكل بحت ففي هذه الحالة يتحول إلى عمل وثائقي.
لماذا تثير الدراما التاريخية دائمًا الجدل
قال الكاتب والناقد الفني عصام زكريا، إن الدراما التاريخية دائمًا ما تثير الجدل، حيث أنها تقارن بما حدث في الماضي، ومن الصعب معرفته مرجعيًا بسبب انتشار القصص الكثيرة على فترة ما أو شخصية العمل الدرامي.
وتابع، أنه عندما يتم تحويل الشخصيات أو الوقائع التاريخية إلى دراما، تتحول لشيء مختلف تماما، لأنه من الصعب تناول التاريخ بشكل مجرد.
وأشار إلى أن كتب التاريخ التي درسناها لم تهتم بتفاصيل الشخصيات، بالإضافة إلى دوافع الشخصية التاريخية، وبالتالي على كاتب الدراما أن يختلق كل هذا ويصنع دراما تتضمن صراع الأفكار والحضارات، وتجسيده في صورة شخصيات درامية، وعلاقات إنسانية بكل أنواعها.
نون – إكسترا نيوز
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية
