لا تكن الخيل أفطن منك، نصيحة غالية جدا ما فتأ أهل الدعوة وأهل العلم أن يذكروا المسلمين بها عند خطوط النهاية، فكما نعلم جميعا أن الخيول في سباقاتها، عندما تقترب من خطوط النهاية، تزيد من سرعتها للفوز بالسباق، ونحن قد أوشكنا على خط نهاية رمضان المبارك، ونكاد نلامس ساعاته الأخيرة، فبالأمس كنا نتبادل التهاني بقدومه، واليوم نحاول لملمة شتاتنا قبل مغادرته.
مر معظمه، وبقي أعظمه، فاز فيه من فاز.. والفرصة مواتية لمن قصر أو فاته شيئ من نورانيته، وخيراته وأفضاله، وكان الرسول صل الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان شد مأزره وايقظ أهله، ولذا فقد سن المصطفى صل الله عليه وسلم الاعتكاف في المسجد خلال هذه الأيام لإدراك ما فات، فما علينا سوى إخلاص النية.
الوقت هذه الأيام له قيمة كبيرة جدا، وكل دقيقة فيه تساوي الكثير فعليا، فحاول أن تجعلها في صالحك ولميزانك، بتسبيحة أو حمد أو تكبيرة أو بالدعاء المأثور «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، كما أوصى الرسول صل الله عليه وسلم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بناء على سؤالها».
انتشرت فتاوى مختلفة وتعددت الآراء حول زكاة الفطر، والكل على يقين بأنها واجبة على كل مسلم أيا كان غنيا أم فقيرا، فهي فريضة على الجميع دون استثناء، ومن الناس من يراها مناسبة، واخرون جعلوا من أنفسهم اعلم أهل الأرض، فيصر على إخراجها عينيا، ويناقشون ويجادلون وتوقف فهمهم عند صاع التمر وصاع الزبيب، ولا يقبلون في ذلك رأيا او اجتهادا.. وفي المقابل رزقنا الله بعلماء فتح الله عليهم بالفقه والعلم، واقروا صحتها نقدا، بما ينفع متلقي الزكاة فأخذوا بمتطلبات العصر وتعلموا حقيقة العلم والفقه، وأن الانفعال للناس هو إخراجها نقدا وقد تراوحت من 40 جنيها وحتى 280 جنيها، فضع نفسك حيث تريد.
الإبتعاد عن اللص الأكبر في رمضان، وهو الشاشة السحرية، وبرامجها الجذابة والمغرية ولنتذكر أن النار محفوفة بالشهوات والملذات، والجنة محفوفة بالمصاعب والمكاره، وكما يقول القائل من يضحك أخيرا يضحك كثيرا.
خير الكلام: فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلًا وَلْيَبْكُوا كَثِيرًا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (82) سورة التوبة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية