انتظرت جماعة الإخوان حتى اقترب رمضان من العشر الأواخر، ولم تحشد الحشود، لا في الضفة ولا في القدس، ولم تتحرك الشعوب العربية لمساندة حماس في لعبتها التي يصرون على أنهم انتصروا فيها، فخرج خالد مشعل بتحريض ضد دول عربية ذكرها بالاسم، وعلى رأسها الأردن، وقبله بيوم كان «محمد ضيف» نائب السنوار يدعو العرب إلى الزحف نحو فلسطين.
منذ البداية، في السابع من أكتوبر، كانت الأغلبية من العرب والمسلمين ضد ما حدث، وكان السبب معروفاً، وهو أن عملية عشوائية بهذا الحجم أكبر من حماس وقادتها، وأن الضحية سيكون شعب غزة، هو من سيدفع ثمناً غالياً، وقد حدث ذلك، فالمقاتلون تبخروا، لم يرهم أحد يواجهون تلك الجحافل وهي تمسح كل معالم القطاع، وتقضي على هويته، وقادة الحركة الإخوانية ذابوا، لم نرَ واحداً منهم يحمل رشاشاً ويقاوم العدوان، لكننا رأيناهم ببدلهم الأنيقة يتنقلون ويبتسمون للمصورين، وفي «الحضرة المقدسة» كانوا يجلسون مثل التلاميذ وقد خلعوا «نعليهم»!
وعندما تعاطفت الأمة كان تعاطفها مع الأبرياء الذين تركهم إسماعيل هنية لقمة سائغة لغاصب غاشم، وفتح قنواته ليسترزق بمآسيهم، ومن تحركوا نحو غزة كان هؤلاء هم الدافع والهدف.
الناس الذين أحاطت بهم نيران الغدر قبل نيران الاحتلال، من ضحى بهم الأخ الذي تربى على مص دمائهم، والمتاجرة بقضيتهم، رغم كل ما فعله التنظيم الدولي للإخوان، عندما تطاول على الجميع، وسوّق بضاعة بائرة ليشتم ويحمل الأمة مسؤولية الحرب التي يشنها نتانياهو بعد أن أعطته حماس الحجة والذريعة، وقد أخرستهم الدول العربية، وكشفتهم الشعوب، وتحركت الأجهزة الرسمية والشعبية في كل الاتجاهات، دبلوماسية فاعلة، ومساعدات غير محدودة، ومواقف سياسية غيرت مواقف أوروبا وكل الذين ساندوا العدوان في البداية، واختلف موقف بايدن، وتراجع الطاقم المتطرف في إسرائيل بعد أن وجد نفسه وحكومته معزولين دولياً.
يعيش الإخوان على وهم «الفئة التي على حق» وهم الباطل بعينه.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية