نون والقلم

حسين حلمي يكتب: الذكاء الاجتماعي 

كُلنا يعرف «الذكاء الاجتماعي» فهو القدرة على الانسجام والتآلف مع المحيط الذي نحيا فيه ونكسب حُب وتعاطف الجميع، وهو ذكاء يتجاوز الذكاء العقلي أو المعرفي. 

ويُقابل هذا النوع من الذكاء الاجتماعي «البلادة الاجتماعية» التي تفرضها ظروف الحال التي يحيا فيها الإنسان والتي يعجز فيها الشخص عن التفاعل مع المحيط الذي يحيا فيه، لذلك نجد هؤلاء البلهاء يرمون الدنيا خلف ظهورهم وتموت داخلهم كل الانفعالات من حزن أو فرح أو يأس أو فرج، الكل لديه سواء. 

هؤلاء البلهاء يقضون سنوات عمرهم في العمل ويُطلق عليهم لدى أهل الريف «حمير العنب» يُقصد من هذا التعبير أن الفلاح يستخدم الحمير فى جمع العنب وحمله دون أن يأكل منه.. شايل العنب على ظهره ومحروم من أكله، فيستطيع أي أحد أن يسحبه ويركبه ويمشي به دون أي اعتراض منه. 

هؤلاء حمير العنب من البشر يقضون أعمالهم بتفانٍ وإخلاص وطاعة وقناعة، رغم أهمية ما يقوم به من عمل، فلم يحدث يوماً أن تقهقر أو امتنع عن القيام بعمله، إنجازاته ونجاحاته لا تُسجل باسمه إنما تُسجل باسم سيده، حتى يُصاب هذا الشخص بالبلادة، ويقولون له إن هذا أفضل له لأن الشخص البليد لا تفكير لديه ولا مشاعر فلا يَحزن، لذلك يعيش عُمرا أطول من الإنسان الطبيعي، هذا قول لو تعلمون ظالم للإنسان الصابر الذي يخاف من ظُلم الأيام. 

لم نقصد أحدًا!!  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

  In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى