نون والقلم

التظاهرات… وتصفية الحسابات!!

مازال شعبنا العراقي الجريح يعيش فصول فلم الرعب الذي أنتجه ساسة السلطة اليوم! وما ان ينتهي مشهد حتى نجد مشهد اخر اكثر رعبا ممن سبقه! بعد ان هيمن هؤلاء الساسة على المشهد العراقي بكل اجزاءه وراحوا يتفننون في (السيناريو) والحبكة الفنية مستعينين بكل وسائل الشر ومنطلقين من ارثهم الاجرامي وخبثهم الازلي مستغلين طيبة وبساطة هذا الشعب المسكين! ومراهنين على حداثة عهده بالسياسة بعد عقد الشراكة مع (المؤسسة الدينية للسيستاني وتوابعه)!التي قدمت واعطت وساهمت في نجاح مشروع ساسة السلطة!! حتى توطت العلاقة وترسخت واصبحت ذات قوة ومنفعة ولو راجعنا صحة تصورنا هذا وربطنا بين الاحداث والمجريات الحاصلة فهل نجد تغيير في الشخوص والمنافع؟!! وهل نجد تبدل في المتضررين والمستهدفين من هذه الشراكة؟! سوف نخرج بنتيجة واضحه ان المنتفعين باقين والمتضررين باقين الذي تبدل فقط وسائل الخداع والتغرير والحيل ليس الا!! فقد كشف(مرجعية السيستاني وتوابعها) حقيقة نفسها بدعمها لساسة السلطة وجعلهم وسيلة لغاياتها واداة لقمع الشعب وخداعة مقابل انتفاع الساسة وبقائهم في السلطة اطول مدة ممكنه فيما جموع الشعب من المحتاجين والمهاجرين والنازحين والمعوزين والمقهورين في تزايد مستمر! وها هي التظاهرات الشعبية التي خرجت في عموم العراق خير شاهد عما يحصل عندما استشعرت(مرجعية السيستاني وتوابعها) خطورة الوقوف امامها والتعرض لها فراحت تركب موجتها بكل خبث ومكر وتغازل الشعارات بين جمعة وجمعه دون اي ترجمه لها على الواقع فلم نجد مؤسسة السيستاني الكبيرة والعريضة حضور لها في الساحات ولم نرى مشروع حقيقي قدمته للحل في تعبير واضح انها لا تريد الحل الذي يجردها من نفوذها وسطوتها ومنافعها التي كسبتها من شراكتها القذرة من ساسة السلطة!! فاليوم خطابات مرجعية السيستاني التي سكتت عن ملاحقة سراق السلطة والمليارات التي راحت واكتفت بالضغط على (حكومة العبادي) تطالبها بتحقيق المستحيل وسط ميزانية فارغة سرقها المالكي وحزبه ووطن ممزق يلهو الارهاب في ربوعه واستطاع السيستاني ان يتحكم بالزمان والمكان للمسك بزمام التظاهرات في اسلوب ماكر لإجهاضها متى شاء! فكيف تحولت التظاهرات العفوية امام الوزارات والدوائر الى الساحات العامة؟! وكيف اصبحت التظاهرات تخرج يوم الجمعة فقط وبعد (خطبة السيستاني من كربلاء)؟! وكيف تحكم حتى في مشاعر المتظاهرين فنجد اللغط والجدال دون توجيه المسؤولية للسيستاني بالضغط على الحكومة بالشكل الجدي مما يكشف لنا ان هناك مسؤولين فاسدين يرومون العودة للسلطة من الشباك بعد ان قدموا فروض الطاعة للسيستاني وعبروا عن استعدادهم لوقف التظاهرات التي وقفوا خلفها وحركوها عندما فقدوا مراكزهم ومناصبهم واليوم نسمع عن قرار (ائتلاف المالكي) يسحب التفويض عن العبادي الذي ورطه السيستاني بمهزلة (الاصلاحات )وصارت فخ له وبوابة لعودة مسؤولين كبار فيما سيكون نصيب المتظاهرين الخسران اذا ما تركوا الساحات وفرطوا بالتضحيات وستكون الخسارة جسيمة فيما ربح السيستاني وساسة الجولة وعلينا اخوتي الانصات للنصيحة الصريحة الصادقة للناشط المدني المرجع الصرخي الحسني الذي يقول في بيان الكهرباء… او.. الاطفال والنساء والدماء{نحن معكم بكل ما أوتينا ، ونطالبُ بما تطالبون به ، ولكن نسألُ ما هو موقِفُكم ورَدُّ فعلِكم عندما تعلَمون وتتيقَّنون أنَّ بعضَ الجهات المحرِّكة للتظاهرات لم يكن تحريكُها من أجلِكم بل لكي تضغط على الجهات المنافسة في الحكومة والسلطة فتسقطها فتكون هي البديلة عنها فيحصل هذا الحزب أو هذه الميليشيا أو هذه الدولة على مرادِها في السلطة فتتسلط بدل السلطة الحالية ، وأنتم ترجعونَ بخُفّي حُنَينْ ، فلا تحصلون على شيء ؟!}

 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى