نون والقلم

العراق بين مشکلتي داعش و المالکي

کثيرة و مختلفة المشاکل التي يعاني منها العراق منذ الاحتلال الامريکي للعراق، لکن أهم و أکبر مشکلتين يعاني منهما العراق حاليا يتمثلان في التهديدين اللذين يشکلهما خطر تنظيم داعش و خطر المخططات المشبوهة لنوري المالکي، رئيس الوزراء العراقي السابق ضد أمن و إستقرار العراق.

الامر الذي يجب أن نلاحظه جيدا و نأخذه بنظر الاعتبار، هو إن دخول داعش المفاجئ للعراق و سيطرته على مساحات واسعة من العراق، قد کان في فترة ضبابية من عهد نوري المالکي، والتي کان يسعى خلالها لضمان ولاية ثالثة بأية وسيلة کانت، والمعروف و الواضح هنا أيضا، هو إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وقف و يقف الى جانب المالکي في مختلف المراحل، ولاسيما فترة دخول داعش.

سيناريو دخول داعش المفاجئ الى العراق و سيطرته الغريبة و الملفتة للنظر على مناطق واسعة، تشبه سيناريو ظهوره في سوريا، حيث کان نظام بشار الاسد يمر بفترة ضعف و إنکسار غير عاديين و متهم بإستخدام الاسلحة الکيمياوية، ولکن و بضربة من العصا السحرية لملالي طهران، برز داعش و غير کل الموازين و قلب الامور رأسا على عقب والاهم من ذلك کله هو إن دمشق و طهران کانتا المستفيدتين الوحيدتين من هذا التطور المفتعل.

تهيأة الارضية المناسبة و الملائمة من أجل إدخال داعش للعراق، جهد ثنائي تم بذله من قبل طهران و المالکي، ذلك إن عدم السماح لتولي المالکي لولاية ثالثة على الرغم من کل التطبيل و التزمير الايراني له، کان يعني بإن هناك إتجاه جدي في العراق بدأ بالتبلور يهدف للوقوف بوجه النفوذ الايراني المتعاظم في هذا البلد، ولذلك کان لابد من إعداد سيناريو يخلط الاوراق کلها و يظهر طهران بصورة مغايرة لما هي عليها الان، إذ کما نرى فإن طهران صارت ببرکة ظهور داعش، تبدو بصورة البطل المنقذ للعراق!

تنظيم داعش بما مثله و يمثله من تهديد للعراق و کونه عبارة عن مشروع مستمر لجرائم قمع فکرية و نفسية و عضوية، يعتبر أيضا عقبة في مختلف المجالات الحياتية خصوصا عندما يکلف الخزينة العراقية أموالا طائلة(غير التي ينهبها الفاسدون)، لکن الحقيقة الاهم التي يجب الانتباه و الوقوف عندها هي إن بقاء المالکي طليقا ينفذ مخططات أسياده في طهران، فإن ذلك يعني إن العراق يخوض حربين، أحدهما ضد داعش و الاخر ضد فساد و إفساد المالکي، وإن بقاء الحالتين السرطانيتين أي داعش و المالکي أو النفوذ الايراني، يعني إن الامن و الاستقرار و السلام سيبقى معدوما تماما في العراق، ولذلك فإن الخيار الوحيد

القائم أمام العراق هو التخلص من الحالتين، رغم إننا على ثقة بإن التخلص من داعش أسهل من التخلص من سرطان ولاية الفقيه في العراق.

 

أخبار ذات صلة

Check Also
Close
Back to top button