نون لايت

«اللوفر أبوظبي» يضيء على الحكايات الرمزية في معرضه «من كليلة ودمنة إلى لافونتين»

بعنوان «من كليلة ودمنة إلى لافونتين: جولة بين الحكايات والحكم» نظم متحف اللوفر أبوظبي أول معارضه لهذا العام.  

أخبار ذات صلة

والمعرض الذي افتتحه ظهر أمس محمد خليفة المبارك، رئيس متحف اللوفر أبوظبي، يستمر لغاية 7 يوليو المقبل، ويُقام بالشراكة مع المكتبة الوطنية الفرنسية، ومؤسسة متاحف فرنسا، وبدعم من دار المجوهرات «فان كليف أند آربلز». ليتيح للزوار استكشاف المجموعة الرائعة من القصص القديمة والحكايات الرمزيّة المصورة. 

 ثقافة القصص:  

عملت أني فرناي نوري، أمينة المعرض وأمينة متحف رئيسيّة سابقة في قسم المخطوطات الشرقيّة في المكتبة الوطنيّة الفرنسيّة. على تنسيق المعرض الذي يستمد إلهامه من الحكايات الرمزيّة المصورة التقليدية التي عُثر عليها في بعض المخطوطات التاريخية، ويتعمق في عالم حكايات الحيوانات الغامض. من خلال أكثر من 132 عملاً فنياً، إلى جانب مجموعة منتقاة من المخطوطات النادرة واللوحات والأعمال الفنية المعاصرة وغير ذلك الكثير، وهو ما يكشف عن مجموعة من الحكايات الخالدة التي تتجلّى فيها مفاهيم الصداقة، والولاء، والدهاء، والجوانب الأخلاقية، التي تجسدت من خلال مجموعة من الحيوانات التي مُنحت صفات بشرية في سياق تلك الحكايات الرمزيّة التي تعرف بأنها أحد أنواع الأعمال الأدبية التي تتكون من قصص قصيرة تدور حول مجموعة من الحيوانات أو الأدوات غير الحية التي تمتلك صفات بشرية، وغالباً ما يكون الهدف من تلك الحكايات هو تعليم القرّاء دروساً أخلاقية، وتعريفهم بالسلوكيات البشرية من خلال تصرفات شخصيات تلك الحكايات وما يجري بينها من تفاعلات.  

 الحكم والقيم:  

انتقلت الحكايات الرمزيّة عبر الأجيال، حيث توجد الحكايات الرمزية في العديد من الثقافات حول العالم، إذ تعتبر وسيلة للترفيه وكذلك وسيلة لتعليم القرّاء بعض الحكم والقيم. فركز المعرض على استكشاف أصول هذا النوع من الأعمال الأدبية في كل من الهند واليونان، متتبعاً بذلك مراحل تطوره من خلال إسهامات شخصيتَين بارزتَين في هذا المجال، وهما: ابن المقفع في العالمين العربي الإسلامي، وإيسوب في العالم اليوناني الروماني. كما أظهر المعرض كيفية مساهمة الترجمة العربية لابن المقفع (حوالي720-756 ميلادية) بشكل جوهري في الترجمات التي تلتها، مثل النسختَين الفارسية والفرنسية اللتَين اعتمد عليهما جون دي لافونتين في ترجماته. يُعرف لافونتين (حوالي 1621-1695 ميلادية) على نطاق واسع بأنه إحدى أبرز الشخصيات الأدبية في التاريخ الفرنسي، وقد تركت أعماله المتميزة أثراً باقياً في الأدب الفرنسي، والتي لا زالت تحظى بإشادة كبيرة حتى يومنا هذا بفضل جاذبيتها وحكمتها الخالدة. 

وقد قسم المعرض إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي: رحلات الحكايات الرمزيّة، ورواية القصص، والحكايات الرمزيّة اليوم. كما استخدم اللوفر أبوظبي تقنية الذكاء الاصطناعي لأول مرة فيما لديه من وسائل مساعدة في هذا المعرض مما يمكن الزوّار من إنشاء حكاياتهم الخاصة عبر طاولات تعمل باللمس ثم تنزيل قصصهم بعد إنشائها عن طريق مسح رمز الاستجابة السريعة. ويمكن للزوّار أيضاً تخصيص حكاياتهم من خلال اختيار شخصياتها والدروس الأخلاقية التي يمكنهم تقديمها من خلالها ومشاركتها مع أطفالهم وأحبابهم. 

ونسّق المتحف أيضاً مجموعة من البرامج الثقافية والتعليمية، لأجل منح الجمهور الفرصة في استكشاف عالم الحكايات الرمزيّة من خلال مجموعة من الجلسات الحوارية المتميزة إضافة إلى عروض أفلام تستكشف موضوعات الأخلاق، والحكمة، والقوة الكامنة في رواية القصص.   

 التناغم بين الشرق والغرب:  

بمناسبة افتتاح المعرض قال مانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي: «لا يقتصر دور متحف اللوفر أبوظبي على تقديم الفن فحسب، حيث ينسج روايات انطلاقاً من مكانته باعتباره متحفاً عالمياً يهتم بسرد القصص المميزة. لقد تجاوزت الحكايات الرمزيّة الحدود اللغوية والثقافية كما ألهمت إبداعات جديدة في الشرق والغرب، وهي تتناغم بشكل مثالي مع مهمتنا المتمثلة في تسليط الضوء على القصص المشتركة للإنسانية». 

وأضاف قائلاً: «نعتبر شراكتنا مع المكتبة الوطنية الفرنسية ومؤسسة متاحف فرنسا، وكذلك تعاوننا مع المؤسسات الإقليمية، أمراً بالغ الأهمية، فقد أثمرت شراكات المتحف عن حصوله على مجموعة من الأعمال المتميزة على سبيل الإعارة. وقد أتاح لنا هذا المعرض فرصة مميزة للتعاون مع مركز أبوظبي للغة العربية، الأمر الذي أسهم بشكل فعال في تعزيز الثراء الثقافي لهذه الحكايات الرائعة».

من جانبها، قالت أني فرناي نوري، أمينة المعرض وأمينة متحف رئيسيّة سابقة في قسم المخطوطات الشرقيّة في المكتبة الوطنيّة الفرنسيّة: «إنها المرة الأولى التي سيحظى الزوّار فيها بفرصة مميزة لمشاهدة ومقارنة أعمال فنية نادرة وقيّمة تمثل ثلاثة أنواع متميزة من الحكايات الرمزيّة التقليدية. وقد تطورت التقاليد الشرقية والغربية، المتجذرة في التراث العالمي المشترك، بصورة مستقلة دون أن يكون بينها اتصال مباشر، بينما يرسم كل منها مساره الخاص. ولم تتقارب تلك التقاليد وتتحد في النهاية إلا من خلال أعمال كاتب الحكايات الرمزيّة البارز جون دي لافونتين، لتُقدَّم لنا في صورة مجموعة فريدة معروضة في متحف اللوفر أبوظبي». 

أما الدكتور غيليم أندريه، القائم بأعمال مدير إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في متحف اللوفر أبوظبي، فعلّق قائلاً: «يسلط المعرض الضوء على القوة الخالدة الكامنة في الحكايات الرمزيّة المأخوذة من ثقافات وعصور مختلفة. ومن خلال هذا المعرض، سيحظى الزوّار بفرصة لاستكشاف الموضوعات والدروس العامة الموجودة في هذه القصص ومعرفة ما تحظى به من أهمية في تشكيل عالمنا». 

نون أبوظبي – عبير يونس 

   In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

Back to top button