نون والقلم

مجدي حلمي يكتب: هل الاحتكار هو الحل؟ 

منذ أسابيع وفي ظل أزمة غلاء الأسعار كتبت عن فقدان التجار لأخلاقيات مزاولة المهنة.. وأنهم فقدوا الرحمة والإحساس بمعاناة الناس واستغلوا الازمة لجمع أرباح طائلة هذا الكلام أكده الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعليقاته في احتفالية  تكريم المرأة المصرية والأم المثالية 2024 يوم  الخميس .  

وقال الرئيس كما نشر «أنا مش بشكك في ذمم أو ضمائر أو وطنية حد، يعني دي بلدنا كلنا، لكن تعمل كده وبعدين تطلع تحج، تعمل كده وبعدين تطلع زكاة، بتطلع من أنهي مال؟!». 

وتوجه بحديثه إلى الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، قائلًا: «نحيي موضوع الاحتكار أو المؤسسات المعنية بالأمر، أو أنتم تخشوا وخدوا 2 و3 مليارات هاتوا بهم سلع ومؤسسات الدولة تقوم بالدور ده عشان نعمل توازن في السوق». 

قاصدا التجار الذين استغلوا الأزمة بلا رحمة وهو الأمر الذي يجب أن نقف ضده خاصة وأن الرئيس أشار إلى أن حل الوضع الراهن في الأسواق يمكن أن يحدث بإعادة إحياء سياسة الاحتكار، أو تدخُل الدولة بشراء السلع وضخها في الأسواق لتحقيق التوازن. وهو الأمر الذي يحدث في الظروف الاستثنائية أي تعود الدولة  مثلما كانت عليه في فترة الستينات وبداية السبعينات فهي المستورد والتاجر  والمنتج وتبيع السلع بهامش ربح مقبول من الناس.    

لكن هذا التوجه عكس سياسة الدولة التي تعطي مساحة أوسع للقطاع الخاص في الاقتصاد وأن يكون له الغلبة في الإنتاج والتجارة وكل يوم تتحرك من أجل تسهيل عمليات الاستثمار وتعطي المستثمرين والقطاع الخاص امتيازات لا توجد في أعتى الدول الليبرالية وتجاهلت دورها وهو تنظيم الأسواق ووضع هوامش للربح لا تزيد عن 20% من تكلفه السلعة  أسوة بباقي الدول التي اتجهت الي اقتصاد السوق . 

ويأتي الدور علي منظمات وجمعيات رجال الأعمال والتجار في وضع أكواد أخلاقية تنظم العلاقات بين التجار وبين التجار والمواطنين وإليه لتلقي الشكاوي من الناس ضد من يستغل مثل هذه الظروف فيجب أن تكون هذه المنظمات قادرة على محاسبة أعضائها وأولها قضيه الاستغلال إلا إذا كان القائمين عليها هم أول المستغلين أول من يتلاعبون بالأسواق وهم حيتان السوق كما يقال ويتردد  في كل جلسات رجال الأعمال . 

وتبقى الإجابة على أسئلة الرئيس لرجال الدين هل الحج والعمرة التي يقوم بها التجار من استغلال الأزمات ورفع الأسعار بصورة مبالغ فيها تحسب لهم أم لا؟ 

وما أعرفه أن الأديان السماوية وحتى الوضعية حرمت الاستغلال  وحرمت أي أموال تأتي عن هذا الطريق، لكن رأي رجال الدين هو الفيصل والإجابة على أسئلة الرئيس بوضوح وجلاء.  

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا 

 

   In -t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر  ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى