نؤكد مرارًا وتكرارًا أن شهر رمضان هو شهر الجهاد والانتصارات، وما أعظم جهاد النفس، اذا انتصرنا عليها، ولقد حدث النصر المبين للمسلمين في هذا الشهر على مر العصور، وسيظل العاشر من رمضان علامة مضيئة في تاريخ الأمة خصوصا وإن شهودها، أو من شاركوا فيها ما زالوا بين ظهرانينا، ويؤكدون عظمة هذا اليوم المشهود في تاريخ الأمة المصرية والعربية، خصوصا في فصول حربهم ضد العدو الصهيوني المتغول في قلب الأمة.
ففي مثل هذا اليوم قبل أكثر من 52 سنة وتحديدا في 1393 هجرية حقق المصريون بمساندة عربية نادرة نصرًا عظيمًا، علي الكيان المحتل الصهيوني وكانت أصوات جنودنا البواسل تهز الجبال وتزلزل الأراضي من تحت أقدام الصهاينة، بصيحة «الله أكبر» التي هي الوقود المغذي لعزيمة جنود انطلقت بها حناجرهم، وملأت فضاء الكون عزًل ونصرًا.
وبما أننا نعيش هذه الأيام تجربة مشابهة، وهذه المرة على أرض غزة العزة، ورغم الأخبار السيئة التي يبثها العدو لبث الرعب في النفوس، إلا أن المناضلين بعملياتهم يزلزلون الأرض من تحت أقدام عدوهم وعدونا، فرمضان هو شهر الانتصارات قديماً وحديثاً.
المؤرخون المعاصرون اعتبروا أن حرب العاشر من رمضان 1393 هجرية كان أول انتصار عسكري للمسلمين والعرب في العصر الحديث على اليهود، الذي شفى الله به صدور قوم مؤمنين، وأذهب غيظ قلوبهم، ثم جاءت هبة طوفان الأقصى لتؤكد للأمة أنه بالإمكان إعادة الكرة مرة أخرى.
{وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم} (آل عمران:126)، {إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون} (آل عمران: 160).
من قبيل التكرار لنا أن نؤكد على أن حرب العاشر من رمضان قد أنهت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر، وكانت بداية الانكسار للعسكرية المتغطرسة، وجاء طوفان الأقصى ليؤكد ذلك وبقوة، ومن ثم سيظل هذا اليوم العظيم ـ العاشر من رمضان (1393هـ) ومعه طوفان الأقصى 7 من أكتوبر 2023 مصدر مجد وفخر يحيط بقامة المقاومة في كل من مصر وفلسطين، كما نرجو أن يكون شفيعاً للشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم لله تعالى، من أجل أن تعيش أمتنا تنعم بالعزة والكرامة، ومن أجل تحرير تراب الوطن من دنس الصهيونية فطوبى للشهداء.
خير الكلام: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} (آل عمران:169).
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية