مازالت «ترن» على مسامعي عبارة الزعيم أحمد عرابي من على حصانه في مواجهة الخديوى توفيق أمام قصر عابدين، ليقول له عبارته الشهيرة «لقد خلقنا الله أحراراً ولن نستعبد بعد اليوم».
قالها رافضاً للذل والظلم الذي كان يحيا بها الناس في هذا الزمن الذي ليس بالبعيد، من العجيب أننا مازلنا نطالب بها حتى الآن «الحرية» حيث خلقنا الله أحراراً، خاليين من كل عيوب.. وبريئون من كل أثم.. «كلهم بينزلوا مغمضين بعد الدقايق والشهور والسنين تلاقى ناس أشرار وناس طيبين».
بمعنى آخر الإنسان الشرير في بحثه عن إشباع احتياجاته يمكن أن يتعدي على حقوق الآخرين وحريتهم، هذا الأمر منذ النشأة الأولى للإنسان على الأرض، هناك من يحاول استعبادنا وتقييد حريتنا. ونحن مستسلمون له، كأن عرابي لم ينزل بعد من على حصانه، مازال الخديوى غير مقتنع أن الفلاح والعامل والموظف مجتمع الفقراء هم أصل البلد وهم أكثر من هؤلاء أصحاب النفوذ والامتيازات والمحتكرون، ولا عجب في كل ذلك.
ولكن العجب الحقيقي من هؤلاء الذين أصبحوا مع الوقت قابعون داخل أنفسهم لا يحركهم أي أمل في حياة أفضل وتلاشت لديهم حتى الرغبة في الحديث عما يحدث، كأنهم راضون «بالعبودية».
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
In -t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر ولينكدإن لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية